“هيئة التراث” تعلن اكتشاف دلائل لهجرات بشرية مبكرة من قارة أفريقيا إلى شمال الجزيرة العربية بدأت قبل 400 ألف سنة
أعلنت هيئة التراث السعودية، عن اكتشافات أثرية حديثة شمال البلاد، تُظهر وجود دلائل لهجرات بشرية مبكرة من قارة أفريقيا إلى الجزيرة العربية، بدأت قبل حوالي 400 ألف سنة، وتكررت على مراحل زمنية متعددة، كأطول سجل حضاري للوجود البشري المبكر في الجزيرة العربية، بما يؤكد الأهمية الحضارية للجزيرة العربية والدور الذي أسهمت فيه الجماعات البشرية في عدد من التطورات الحضارية خارج قارة أفريقيا.
وأوضحت الهيئة أن البعثة السعودية الدولية التي شارك فيها اختصاصيون من جامعات ومراكز عالمية مرموقة، عثرت على بقايا أدوات حجرية وعظام حيوانية متحجرة، ضمن طبقات البحيرات الجافة في صحراء النفود، شمال غربي السعودية؛ فعُثر في موقع خل عميشان في أطراف منطقة تبوك، على آثار تعود إلى حوالي 400 ألف سنة، تشمل فؤوساً آشولية، تعد أقدم البقايا الأثرية المؤرخة في الجزيرة العربية.
ونشرت مجلة الطبيعة Nature المجلة الأعلى شهرة في العالم في مجال نشر الأبحاث العلمية المتعلقة بالآثار اليوم الأربعاء 1 سبتمبر دراسة تناولت تأريخ عدد من طبقات الرواسب للبحيرات القديمة في موقعي جبة وخل عميشان بالنفود الكبير، والتي تُمثل فترات مطيرة مرت بها الجزيرة العربية.
كما كشفت الدراسة أن مراحل الوجود البشري المتعددة تميزت ببقايا أثرية تختلف سماتها وخصائصها في كل فترة من فتراتها، مما يشير إلى اختلاف هذه الجماعات عن بعضها البعض وظهور صناعات حجرية جديدة تبعاً للفترة الزمنية.
وأظهرت الدراسة وجود صناعات حجرية آشولية يعود عمرها إلى 200 ألف سنة، والتي تعد حديثة نسبياً عن مثيلاتها في جنوب غربي آسيا، مؤكدة ارتباط هذه المواقع الأثرية بنشاطات صناعة الأدوات الحجرية، بدلاً من كونها تُمثل مواقع معيشية لإقامة الجماعات البشرية.
لقطاتٌ من أعمال البعثة السعودية الدولية ضمن جهودها في الاكتشافات الجديدة لـ #هيئة_التراث شمال المملكة. pic.twitter.com/3eSeUUUGCn
— هيئة التراث (@MOCHeritage) September 1, 2021
وبينت دراسة البقايا العظمية الحيوانية وجود عظام حيوان فرس النهر، وحيوانات أخرى من فصيلة البقريات على مدى فترات زمنية متعددة، بما يؤكد وجود بيئة غنية بالمسطحات المائية والغطاء النباتي الكثيف في شمال الجزيرة العربية، وهو ما يتطابق إلى حد كبير مع أحوال المناخية السائدة في شمال أفريقيا.