مسجد تحت الإنشاء بنقوش وزخارف فرعونية يثير الجدل في مصر
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بنقاشات ساخنة، بعد تداول صور لمسجد تحت الإنشاء في قرية تابعة لمحافظة الفيوم جنوب القاهرة، مزين بنقوش وزخارف فرعونية.وتباينت الآراء بين مؤيد ومعارض، حيث رأى البعض أن الفكرة لا تتعارض مع الحضارة الإسلامية، بينما كان رأي البعض الآخر أن المعمار الإسلامي غني بالزخارف الهندسية التي تغني عن الاستعانة بالنقوش الفرعونية.
وقال حساب يحمل اسم “حدث بالفعل” على “تويتر”: “أشخاص غاضبة من أن هناك مسجد فرعوني”، بينما علقت مستخدمة تدعى لمياء قائلة: “الحضارة المصرية حضارة عريقة، والحضارة الإسلامية لها طرازها الخاص، والحضارة الفرعونية جزء لا يتجزأ من قوميتنا”. وتواصل موقع “سكاي نيوز عربية” مع المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف المصرية عبد الله حسن، للتعليق على الأمر.
وقال حسن في رد مقتضب، إنه “يجب تقديم طلب للوزارة أولا للموافقة على بناء أي مسجد، والوزارة تتولى الإشراف الدعوي عليه وتوفر له إماما وعاملا”. وانتقد المدرس المساعد بقسم العمارة بكلية الفنون الجميلة علي خالد عليوة، وجود زخارف فرعونية على مسجد. وقال عليوة في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لا مبرر من استدعاء الحضارة الفرعونية على المساجد” متسائلا: “هل هناك أي سبب فلسفي أو إنشائي يستدعي الاستعانة برموز من حضارة أخرى؟”.
وتابع: “المصريون لم يعتادوا التأثر بنماذج أو رموز لها علاقة بحضارة أخرى”. أما عن معايير تصميم المساجد، فشدد الأكاديمي على أن “المسجد يبنى حسب الزمن المعاصر، فعلى سبيل المثال بناء مسجد في الوقت الحالي لا يجب الالتزام فيه بالزخارف والتفاصيل المتبعة في العصور السابقة”. وأكد على أن “عمارة المساجد نفسها في مصر على سبيل المثال، لها شكل محدد في المآذن والمحاريب والتفاصيل المعمارية، التي تختلف تدريجيا مع الزمن”.
وأوضح عليوة أن “البعد عن الزخارف أو المبالغة في التفاصيل هو الأصل في المعمار الإسلامي”، مشيرا إلى أن “أول مسجد في مصر، وهو مسجد عمرو بن العاص، خال تماما من التفاصيل الزخرفية”. يشار إلى أن المسجد الذي يبنى في الفيوم ليس الأول من نوعه بنقوش فرعونية. ففي محافظة الأقصر جنوبي مصر، يوجد مسجد سيدي أبي حجاج الأقصري الذي دشن في قلب معبد الأقصر، ويرجع تاريخه للعصر الأيوبي، وتحديدا عام 1286.
ويمزج المسجد في تصميمه بين الحضارة الإسلامية والحضارة المصرية القديمة، ويعد مقصدا للسائحين، فضلا عن كونه مزارا للآلاف من الصوفيين.