إمام المسجد النبوي: بذل الخير وكف الشر صلاح للمجتمع
قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي بن عبدالرحمن الحذيفي – في خطبة الجمعة – : أيها الإنسان انظر ما أنعم الله به عليك من النعم التي لا يقدر غير الله أن يحصيها، وقم بشكرها فلو سلب منك أقل نعمة لم يقدر أحد غير الله تعالى أن يردها عليك وليس في نعم الله قليل، وأنت أيها الإنسان باستقامتك وإصلاحك وبذلك للخير وكفك عن الشر تكون معينا على الحفاظ على مجتمعك ومنقذا لنفسك من الشرور والعقوبات.
وأضاف : اعلم بأنك مسؤول عن أعمالك في حياتك وبعد مماتك فانظر ماذا تقول لربك، قال الله تعالى : ” يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه، فأما من أوتي كتابه بيمينه، فسوف يحاسب حسابا يسيرا، وينقلب إلى أهله مسرورا، وأما من أوتي كتابه وراء ظهره، فسوف يدعو ثبورا، ويصلى سعيرا “، وفي الحديث : ” لن تزولا قدما عبد حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به ؟ “، واعلم أيها الإنسان أن دارك الباقية الدائمة هي التي أمامك بعد الموت فطوبى لك إن عمرتها بالصالحات وويل لك إن رضيت بدنياك ونسيت أخراك فدنياك مدبرة عنك إن أحببت أو كرهت والآخرة مقبلة إليك على ما قدمت دائمة باقية.
وقال : الرب جل وعلا خلق الخلق بقدرته وعلمه وحكمته ورحمته وأوجد هذا الكون المشاهد وجعل له أجلا ينتهي إليه لا يعدوه وخلق في هذا العالم المشاهد الأسباب وخلق ما يكون بالأسباب وهو الخالق للأسباب ومسبباتها فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، قال الله تعالى : ” الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل، له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون “، والإنسان مخلوق من مخلوقات الله عجيب جمع الله فيه من عجائب الصفات ما تفرق في غيره، وامتن الله تبارك وتعالى على بني آدم بالتكريم لهم، والتكريم من الله لبني آدم تكريم عام للبر والفاجر والمؤمن والكافر في هذه الحياة الدنيا بالنعم والتكريم الخاص في الآخرة برضوان الله تبارك وتعالى وجنات النعيم للمؤمنين وليس للكفار نصيب في الآخرة.