وِشَاحُ السُّمُو
حَيُّوا البِلادَ تَحِــــيَّةَ الأمْجَــادِ
مَهْدُ الحَضـَـارةِ مَورِدُ الإِسْعَادِ
كُلُّ المَنابرِ صَافَحـَـتْ عَلْيَاءَهَا
تَرْجُو صَلاحًا فِي هُدىً وَرَشَادِ
عَبْدُالعَزِيز ِ بَنَى السِّـيادَةَ عِـزَّةً
للشَّرْعِ دَومًا طَابَ صَوتُ مُنَادِ
مَلِكٌ تَغَارُ الشُّـــهْبُ مِنْ زخاتِه
والسَّيفُ مِن لَهَبٍ يَصُدُّ العَادِي
لبِسَ الوشاحَ مُطَــرَّزًا بفَضَـــائلٍ
فَســَمَا بِمَجْـدٍ زَاهـِــــرٍ وَسـَــدادِ
جَمَعَ الكوَاكِبَ في الجَزيرةِ كُلِّها
وتلا عـَـليها مَنْهـَـــــجَ الإسْــنادِ
بالآي حصَّـــنَها ومهَّدَ أرضَــــهَا
أعـْـــمَى عُيونَ الجَهْلِ والحُسَّادِ
أبناؤه فَجْـــــرٌ تَعــَـاظَمَ نُورُهُم
مُتَفــَـرِّدُونَ تَفـَــــــرُّدَ الآحــَــادِ
ثمَّ اعْتَلَى عَرْشَ الزَّعَامَةِ مَاجِدٌ
سَلْمَانُ حَزْمٍ سَــــيِّدُ الأسْيادِ
شَمـْــــسٌ تُضِيءُ وغيمةٌ هتانةٌ
تَجـْــلُو سـَـقَامَ الغِلِّ والأَوغـَـادِ
وَرِثَ الوِشَـــاحَ مُحَنَّكًا وَ مُبَجَّلاً
فَغَدَا المَنَــارَ وَقِـــبْلَةَ المُــرْتَادِ
للعِلْمِ صَرْحٌ والعَقِــيدةُ فَيضُهُ
فيهِ ارتـــــواءٌ من لذِيذِ الــــزَّادِ
سَلْهُمْ جُمُوعًا ضَمَّهُمْ بمَـــدَارِه
يَفِــــدُون من زَوْرٍ ومِــــن وُرَّادِ
ويَهَابُهُ قَلْبُ العَــدُّوِ وَعَرْشُــــــهُ
مهْمَا تـــَــوَارَى فِي ذُرا الأطْـوَادِ
ضم البلاد بِحــُــــبِه وَحـَـــنَانِه
للشَّعْبِ قــَـــلْبُ الوالدِ الوقَّــادِ
فإذا دعَــــا فالكلُّ دِرْعُ جَــبِينهِ
أُسْدٌ تُجَابِه سَطْــوةَ ا لآسَــــــادِ
نَمْضِي ولاءً للمَــــليكِ وأرضِنَا
مُتَرَسِمِينَ مَحـَـجَّةَ الأجْـــــدَادِ
فَخْرٌ ولَو أَنَّ المَفَاخِــــــرَ تُفْتَدى
كُنْتُ الفـــداءَ مُقــَــدَّمًا لِبِلادِي
الشاعرة/ منى محمد السعيدي