الأخبار الثقافيةالفنون والثقافة

مناورة لكسر صنم الناقد في فنون الأحساء

الديره/ عبداللطيف المحيسن

استضاف المقهى الثقافي ونادي السينما بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء المهندس الشاعر مرتضى الشهاب لمناقشة موضوع ( الفن لمن ؟ ) وقد جعل الشاعر عنوانا فرعيا (بين شد الناقد وجذب المتلقي) وحصره في الشعر نموذجًا ، وقد استهل مدير الحوار فعاليته التفاعلية بينه وبين الحضور بلوحتين وجدهما في متحف بجورجيا، مستفهما عن كيفية وصول مثل هاتين اللوحتين لمتحف، وبفيلم الجرذي لفيصل العامر ، وتعليق بطل الفيلم زياد العمري عن مفهوم الفيلم وعدم قدرة العقل البشري للوصول إلى معناه ، مستفهما عن مفهوم الفن ، ولمن نصنعه ؟ وبدأ نقاشه الأول بمجموعة من الأسئلة : هل يجب على الفنان طرح محتوى عال، وأن نطلب من المتلقي الصعود إلى هذا المستوى، أم نطلب من الناقد أن يسامحنا في قصورنا وأن يطرح الفنان شيئاً يناسب المتلقي ذا الثقافة المتوسطة؟ أم أن هنالك حل آخر؟

واستشهد بتغريدة الناقد محمد العباس في #معرضالرياضالدولي_للكتاب أُعلن موت الحداثة الشعرية لصالح القصيدة العمودية التي حضرت بكثافة واستعراضية لافتة، فيما يعني الإعلان عن استعادة النظام الثقافي القديم ….

التغريدة التي أثارت الجدل هناك ، وأعادته في نادي السينما ، وانتقل إلى نظرية فيدلر المتابة في مشغل ما بعد الحداثة ، حيث حاول نقل الثقافة النقدية من المستوى النخبوي إلى المستوى الشعبي العام، فرارا من الكتابة التي تتجه نحو متلق بمواصفات خاصة، لأن هذا الاتجاه سينتج أدباً مملاً متعالياً لا يحقق متعة ولا إقبالاً من قبل عامة الجماهير، التي يرى فيدلر أن الأولى بالأدب أن يتجه إليها بوصفها بوصلة للحياة النابضة ووجهها المألوف، وليس للنخبة المتوارية، التي نادراً ما يستدل على حياتها داخل المجتمعات.

وانتقل إلى قاسم حداد ورؤيته لتأثير النقد على جيل الروائيين اللاحقين بنجيب محفوظ، وتساءل الشهاب في نقاشه الثاني : هل للفن معايير أخرى داخل حدوده الكبيرة غير الرأي الانطباعي؟ وكيف تكونت؟ ليجيب الحضور بما يرون وفق وجهات نظرهم المختلفة ؛ لينتقل لنقاشه الثالث : هل ترى أسباب مختلفة أدت بالنقد الفني بصورة عامة إلى صورته الحالية؟ وانتقال إلى محطته الأخيرة في النقاش : إذا كان الشاعر حراً في كتابته، والمتلقي مستهلك مباشر لا يحتاج وصياً يخبره كيف يستمتع وماذا يمتعه، ماهي وظيفة الناقد؟

مشعلاً النقاش حول دور الناقد وأهميته من عدمه ولا جدواه، وفي آخر المطاف أقام الشهاب اختبارًا عمليًا بتوزيع ثلاثة نصوص شعرية لا تحل أسماء كتابها، ليقوم الجمهور بمحاكمتها وتقييمها، وحدثت المفاجأة في نهاية الأمر باختلاف الآراء حول النصوص، وأعلن الشهاب أسماء الشعراء : علي الأمير ، محمود درويش ، مرتضى الشهاب ، الأمر الذي خلص به من حواره نحو تأثير النقد والاسم على المتلقي .

وفي الختام شكر رئيس لجنة السينما الناقد السينمائي الدكتور محمد البشير الشهاب على ما قدم ، وأشاد بما أحدثه الشهاب من حماس بين الحضور الأمر الذي دعاه لإضافة وقت لهذه الأمسية التي خرج منها الحضور وما زالوا متلهفين، حيث غرد الأستاذ عبدالمنعم الحاجي داعياً لتكثيف هذه اللقاءات المثرية لخلق مجتمع صحي وجميل ، لأن الفن حياة على حد قوله ، داعياً لمتابعة حساب الجمعية لمزيد من الأمسيات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى