الأخبار الثقافيةالفنون والثقافة

(الفلسفة والسينما) بثقافة وفنون الأحساء

الديره/ عبداللطيف المحيسن

بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة الذي يحل كل عام في الثامن عشر من نوفمبر أقام المقهى الثقافي أمسية بعنوان ( السينما والفلسفة ) بالتعاون مع نادي السينما، والذي جاء توكيداً لأهمية الحقلين ، وتفاعل المهتمين بالفلسفة والسينما مع المحاضر الأستاذ محمد سعيد الفرحان ، الذي استهل حديثه بحادثة عرض فيلم الأخوين لومير عام 1895م وهو يصور القطار القادم إلى محطة لاسوت ، وكيف تفاعل الجمهور مع الحدث بترك كراسيهم عندما شاهدوا القطار المتحرك بسرعة عالية مقبلاً باتجاههم ، مستثيراً بهذا الحدث جمهور الأمسية حول الحقيقة والخيال، وما تمتلكه السينما من سحر ، وأعقب ذلك بالحديث عن الفلسفة وتعريفا بأنها صيرورة الإنسان عالماً عقلياً ، مضاهيا للعالم العيني ، وكيف أن السينما ما هي إلا ذوبان في العالم، مقسماً محاضرته إلى أربعة محاور وهي : أوجه العلاقة الممكنة بين الفلسفة والسينما، والواقع والحلم: مقاربة السينما للفلسفة، والفيلم والحلم: مقاربة الفلسفة للسينما، وختم محاوره بسؤال: هل يمكن للسينما أن تكون فلسفة؟
واستعرض في الأمسية الثرية نظرية المونتاج السوفيتية ، وكيف تقوم على فكرة المونتاج الجدلي، المُستقى من الجدل الهيغلي، بحيث ينطق تتابع الصور بالمعاني دون كلمات مستشهداً بما أحدثه سيرجي آيزنستاين من عرض أربع حالات مختلفة لوجه واحد ، وتلقي المشاهد للمشاعر الأربعة باختلاف الصور المتتابعة ، ليكون المونتاج هو من يوجه مشاعر المشاهد لا البطل ، وتركزت الأمسية حول فيلم و The Matrix لمقاربة الحلم والواقع، وكيف أوصل الفيلم مفاهيم فلسفية من خلال فيلم جاذب ، وقد تم عرض مقاطع من الفيلم لإيصال ما أراده المحاضر من جدليات حول السؤال المحوري : (كيف تعرف الحقيقي؟) إذ مؤدى تساؤل مورفيوس، أن الواقع خارج الماتريكس هو حلم بقدر ما أن الماتريكس حلم، واستشهد المحاضر بقول ابن عربي : (فإذا ارتقى الإنسان في درج المعرفة علم أنه نائم في حال اليقظة المعهودة، وأن الأمر الذي هو فيه رؤيا وإيمانا وكشفا ) ، وقد طوّف المحاضر حول المحاور بعرض جاذب، وأثار أسئلة الحضور التي ابتدأها عبدالمنعم الحاجي حول مكانة الحلم في الأديان، وأكّد الفرحان على هذه المكانة بمسمى آخر وهي الرؤية إذ هي واحدة من طرق الوحي، وأشارت الدكتورة يسرى الهذيلي إلى كتبات التونسي محمد المسعودي وما بثه من رؤى فلسفية، وكيف تمكن الكتاب من توظيف كتاباتهم في ذلك، وأشار الدكتور محمد البشير إلى ما طرحه الفرحان حول كهف أفلاطون، وأن هذه الأطروحة جديرة بكثير من التأمل حول ما يمكن للسينما أن تفعله بتوجيه المتلقين من جانب، وما يمكن للمتلقين أن يقبضوا عليه باختلاف مستوياتهم ، وأشاد الدكتور البشير في نهاية المطاف بالمحاضر والحضور والمداخلات الثرية، ودعا الأستاذ علي الغوينم رئيس جمعية الثقافة والفون بالأحساء لتكريم المحاضر، والجدير بالذكر أن المحاضرة انتهت ولم يتوقف الحضور عن الأسئلة فيما بينهم ، وهذا ما يمكن للفلسفة أن تثيره بين الحاضرين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى