مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة يستعرض جهود الفلاسفة المسلمين
اختتمت أعمال اليوم الثاني لمؤتمر الرياض الدولي للفلسفة الذي تنظمه “هيئة الأدب والنشر والترجمة”، في مـكـتـبـة المـلـك فـهـد الـوطـنـيـة بالرياض، بمحاضرة تحت عنوان: “لماذا تتجاوز الفلسفة الإسلامية مجرد كونها فلسفة”، تحدث فيها كل من بيتر أدامسون أستاذ الفلسفة بجامعة “لودفيج ماكسميليان” بمدينة ميونخ بألمانيا، والدكتور بجامعة “لودفيج ماكسميليان” بألمانيا الوليد السقاف.
وخلال المحاضرة استعرض أدامسون -عبر منصة “الزوم”-، جهود الفلاسفة المسلمين، كالعالم والطبيب المسلم “ابن سينا”، مشيراً إلى أنه قد اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما، وقال: “كان متفتح المواهب والعبقرية منذ صغره، بل إن عبقريته كانت صارخة متفجرة لا تناقش ولا ترد، وقد درس العلوم الطبيعية والطب وهو في الرابعة عشر من عمره، وعندما أصبح في السادسة عشر، كانت شهرته كطبيب قد ملأت الآفاق، كما أنه قد عُرف باسم “الشيخ الرئيس” وسماه الغربيون بأمير الأطباء وأبو الطب الحديث في العصور الوسطى”.
ووصف أدامسون إنتاج “ابن سينا” من الأعمال والمؤلفات بأنه بالغ الغزارة خلال حقبة ما تعرف باسم العصر الذهبي للإسلام، حيث ألّف 200 كتاب في موضوعات مختلفة، العديد منها يركّز على الفلسفة والطب. ونوه المتحدث أن كثيراً من الفلاسفة والعلماء قد هاجموه وكذلك الشيخ “أبو حامد الغزالي”، الذي ذكر أنه كان واحداً من أبرز الفلاسفة وأكثرهم تأثيراً، حيث كان يعتقد أن العلوم الروحية التي يدرسها الجيل الأول من المسلمين قد نسيت، وذكر المتحدث أن الفيلسوف الغزالي قد هاجمه بقوة في كتابه “تهافت الفلاسفة”.
من جهته عبر السقاف عن شكره لوزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة على تنظيم هذا المؤتمر، راجياً أن تلي هذه الجهود خطوات أخرى، بالتوسع في إدراج منهج الفلسفة في الجامعات السعودية.
وحول أهمية الفلسفة الإسلامية ومساهمتها في تاريخ الأفكار، أوضح السقاف أن المقصود بالفلسفة هو تقليد محدد بدأ مع حركة الترجمة في العصر العباسي وتطور في العصور التالية له، وذكر أن بعض الفلاسفة قالوا: “إن الفلسفة الإسلامية تتجاوز التقليد المشائي أو التقليد الأفلاطوني، وأن هناك تفاعل حيوي منذ البدايات الأولى بين الفلسفة وعلم الكلام، وأن العلاقة بين الفلسفة وعلم الكلام أصبحت علاقة قوية”.
وقسم السقاف الفلسفة الإسلامية إلى ثلاث مراحل: المرحلة التأسيسية، والمرحلة الأندلسية، ومرحلة ما بعد ابن سينا “السينوية”، ووصف ابن سينا بأنه أعظم فيلسوف مسلم، مفنداً في حديثه الادعاءات والمزاعم حول الفلسفة الإسلامية كالتي تقول إنها ماتت بعد الفيلسوف ابن رشد، أو أنها دمرت بعد الغزالي، وأن الفلاسفة المسلمين لم يكونوا سوى مقلدين لسواهم من الفلاسفة.