“محمد بن راشد” يشهد إطلاق “إعلان الإمارات للغة العربيّة” بإكسبو 2020
شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إطلاق “إعلان الإمارات للغة العربية” في جناح دولة الإمارات بإكسبو 2020 دبي، تزامناً مع اليوم العالمي للغة العربية، وعلى هامش الدورة الـ22 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي التي تقام في إكسبو 2020 دبي.
ووقّع على إعلان الإمارات للغة العربية إلى جانب سموه، معالي أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومعالي محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي، ليصبح الإعلان خارطة طريق موحدة لجميع المؤسسات في الدول العربية.
فيما قدمت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب بدولة الإمارات إلى سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم شرحاً حول “إعلان الإمارات للغة العربية” وجهود الوزارة لصون اللغة العربية وتعزيز حضورها محلياً وعالمياً.
وقالت معالي نورة الكعبي: “كشف تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها في نسخته الأولى ضرورة التنسيق والتعاون بين الدولة العربية من خلال التخطيط اللغوي السليم والعمل العربي المشترك، واليوم نخطو خطوة مهمة على طريق تطبيق توصيات ومخرجات التقرير بإطلاق إعلان الإمارات للغة العربية والذي يمثل خارطة طريق شاملة تغطي جميع المجالات المرتبطة باللغة العربية”.
وأضافت: “يعدّ إعلان الإمارات للغة العربية مرجعاً للمسؤولين في الدول العربية لإطلاق المبادرات والمشاريع التي تحفظ اللغة العربية، وتعزز حضورها لدى الأجيال القادمة وفي نفس الوقت تستشرف مستقبلها في الفضاء الرقمي والعوالم الجديدة والصناعات المرتبطة باللغة العربية، وتوظيف تكنولوجيا العصر في تعليم ونشر اللغة العربية، لتغدو لغة للحاضر والمستقبل”.
يتضمن إعلان الإمارات للغة العربية عشرة بنود أساسية، هي:
أولاً – اللغة العربية هوية
اللغة العربية وطن جامع، وصلة الوصل بين تراثنا وحاضرنا، تعكس غنى مجتمعاتنا وتنوّعها، تتفاعل فيها الفصحى ولهجاتها بشكل فريد مُشكِّلة رافعة لحضارتنا وثقافتنا وآدابنا وفنوننا، ووسيلة للتواصل والتفاهم بين شعوبنا، وممكنة لطموحات شبابنا وأحلامهم، وصوتاً لمشاعرهم، ودعامة لازدهار مجتمعاتنا واقتصاداتنا.
ثانياً – تعليم اللغة العربية وتعلمها
تأسيس توجّه فعّال، ورؤية جديدة للنجاح في تعليم اللغة العربية وتطوير طرائق تعليمها في المدارس حاجة ضرورية لتطوير مجتمعاتنا ولنمو اقتصاداتنا، ويتحقق ذلك بالتعاون مع المراكز البحثية المختصة لتوفير مناهج حديثة ترتكز إلى الممارسات العالمية الفُضلى، وتطوير برامج إعداد مُعلّمي اللغة العربية وتعزيز معارفهم وقدراتهم لتدريسها بطريقة علمية تسهّل تعلّمها وتقرّبها للأجيال الجديدة.
ثالثاً – المحتوى العربي
تحسين المحتوى العربي على الإنترنت كمّاً ونوعاً ضرورة تنموية للمجتمعات العربية وذلك عن طريق الاستثمار في مؤسسات نشر رقمي، تبني نماذج عمل مستدامة وقابلة للنموّ بالتعاون مع الحكومات والمؤسسات المعرفية وتقدم للمستخدمين العرب محتوىً مفيداً وموثوقاً يساعدهم في حياتهم وعملهم.
رابعاً – تكنولوجيا اللغة العربية
يتطلب المستقبل بنية تحتية رقمية تخاطب الإنسان والآلة العربية وهو ما يتحقق بالتعاون بين المراكز البحثية والشركات وزيادة الإنفاق الاستثماري على الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية ونماذج تعلم الآلة والمكانز اللغوية وما ينتج عنها من تطبيقات خدمية تفهم الكتابة والحديث باللغة العربية على تنوعها.
خامساً – الصناعات المتعلقة باللغة العربية
الصناعات القائمة على اللغة العربية، مثل التعليم والإعلام والنشر، شركاء رئيسيون لصنّاع السياسة والاقتصاد في تعزيز حضور اللغة العربية وازدهارها، وتحتاج لمنح تنموية وبيئة استثمارية متطورة تُطبّق فيها حقوق الملكية الفكرية لمواجهة القرصنة وبناء قدرات المؤسسات الخاصة في مجالات تطوير الأعمال والتوزيع والتسويق.
سادساً – حركة الترجمة
للترجمة دور أساسي في نقل المعرفة وتوطينها والتواصل بين الثقافات، وفي إثراء اللغة العربية بتعابير وتراكيب ومصطلحات جديدة تُؤثّر في المجتمع والاقتصاد والتعليم والإعلام، فتطوير الترجمة من العربية وإليها والاستثمار فيهما ضروريان لتعزيز مساهمتنا في صُنع المعرفة.
سابعاً – اللغة العربية والعلوم
اللغة العربية التي كانت في ماضيها حاضنة للبحث والاكتشاف في مجتمعاتها، تحتاج اليوم إتاحة المعارف الحديثة بالعربية من أجل تحقيق مستقبل زاهر لأبنائها، عن طريق الاستثمار في ترجمة العلوم والأبحاث، وفي البحث العلمي وفق حاجاتنا التنموية، كما تحتاج إلى ربط الباحثين العرب بشبكات تشارك منتجهم العلمي بينهم وتتيحه للباحثين بلغات أخرى.
ثامناً – اللغة العربية لغة عالمية
اللغة العربية واحدة من أكثر لغات العالم انتشاراً، وهي لغة تواصل وإنتاج ثقافي ومن خلالها نعزز حضور ثقافتنا وفكرنا ومساهماتنا الحضارية، ويتعزز ذلك عن طريق بناء شراكات عالمية مع المؤسسات الأكاديمية والمراكز الثقافية ودعم جهود تعليمها في العوالم الجديدة.
تاسعاً – المرجعيات والسياسات الوطنية
تحتاج المجتمعات العربية إلى تخطيط لغوي سليم تتعاون على رسمه الحكومات ومؤسسات المجتمع بكافة أنواعها، تُترجم إلى سياسات لغوية في مجالات التعليم والإعلام والفضاء العام والصناعات المرتبطة باللغة العربية، وإلى تعاون بين مرجعيات اللغة العربية المختلفة في دولنا كل وفق أولوياته واحتياجاته.
عاشراً – مستقبل اللغة العربية
العربية لغة للأجداد والأبناء، تتطور وتتغير دوماً مثل أي لغة حية. هي لغة الدين والتراث، تماماً كما هي لغة حياة واقتصاد وفن وعلوم، نبني على ماضيها إذ نشكل مستقبلها بثقة وإيمان، ونؤسس مقاربات حديثة تتجاوز ما أصبح مهملاً وتستوعب ما يحمله تسارع الاحتكاك بين لغات العالم وثقافاته من تحديات وفرص.