مرصد “مجاردة ثقيف” بوابة فلكية منذ ألف عام
ارتبط التقويم الزراعي في قرى جنوب الطائف بعلم الفلك وحركة النجوم ومطالعها، وعلى قمم جبال ثقيف وتحديدا في قرية المجاردة بمحافظة ميسان لازال المرصد الفلكي بعمر تجاوز ألف عام مستخدما في وقتنا الحاضر رغم تطور وسائل التقنية.
ويعد التقويم الثقفي الزراعي على الحساب المجردي أحد أشهر وأقدم التقاويم الزراعية بالمملكة.
ويرتكز عمل المرصد على مزولة شمسية تسمى ” صخرة الكحيلة” لتحديد دخول الفصول الزراعية وأوقاتها حيث تقدر عدد الأنجم الزراعية ب 15 نجماً ولها منزلتان في السنة الزراعية وهي : الكف، والثريا، والمجيدح، والجوزاء، والمرزم، والذراع، ونجم النثرة، والطرف، والجبهة، والزبرة، والصُرف، والسماك، والسميك، والعقرب، العقيرب.
وتحدث لـ ” واس” المشرف على مرصد القرية الأثري عطية عبيدان الثقفي، موضحاً أن المرصد استخدمه الأجداد منذ القدم ويعتمد على مراقبة حركة ظل صخرة “الكحيلة” لمدة عشرين يوماً بالسنة في نهاية فصل الشتاء، لمعرفة دخول فصل الربيع و الفصول الأخرى.
وبين الثقفي أن طريقة الحساب في المرصد تقوم عبر وظائف المكونات فالمزولة الشمسية تقع في الجنوب الغربي يقابلها في الجهة الشمالية شواخص تسمى “النقور” وعددها سبعة لكل نقر نجم معين، وفي الجهة الجنوبية للمزولة تقع ثلاثة مرازم في جبل النحاتة لتحديد مواسم الزراعة . وقال : “معرفة دخول الفصول خاصة الربيع والشتاء تعتمد على ظل المزولة حيث يتم رصده قبل صلاة العصر في آخر يوم من أيام الشتاء، أي يوم السبت وهذا الظل يبدأ من أول شاخص “نقر” ثم ينتقل إلى الشاخص الثاني حتى يصل ظل الصخرة وفيما بعد على الشاخص السابع ويسمى مرزم الربيع، حيث يثبت الظل على الشاخص في نجم المرزم لربيعي ولا يمكن أن يمتد الظل بعد هذا المرزم بل يبدأ في النزول مرة أخرى “.
وأضاف المشرف على المرصد الفلكي في قرية المجاردة أن المرصد يقسم الفصول الزراعية إلى الربيع ويمسى ” أنث” وسبب هذه التسمية لأنها ميتة ولا تثمر فيها المغروسات، والربيع “ذكور” وخلالها تبدأ المغروسات في الإثمار وتستمر في الصيف، والقيظ، والخريف، مشير إلى أن الزراعة في الشتاء تعتمد على دخول الأنجم حسب ظل الصخرة، وتناسب أجوائها زراعة الذرة والمجدول و السيال وغيرها من الحبوب، كما يزرع في نجم الثريا و المجيدح و الجوزاء “البر” أو الحنطة، و الشعير، والمغروسات الصيفية.