إمام المسجد النبوي: الإسلام باقٍ مهما تلاطمت الفتن
قال خطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي – في خطبة الجمعة – : يبصر القرآن بأحوال المسلمين وعناصر قوتهم ونهضتهم وعزتهم وأسباب ضعفهم ويرسم الحلول لمعاناتهم، قال الله تعالى : ” الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور “، ومن الحقائق التي يرسخها القرآن الكريم أن دين الإسلام ظاهر خالد باق مهما اشتدت العواصف وتلاطمت الفتن وتلاحم الأعداء، قال الله تعالى : ” يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون “.
وأضاف : إن اللذة والحلاوة التي يجدها قارئ القرآن في رمضان تقوي عزمه وتشد أزره وتدفعه لأن يحسن علاقته بالقرآن وتقوي صلته بالنور والإيمان على مدار العام والعمر، لقرآن يسيح بالقارئ والمستمع بآياته البينات يغرس الإيمان بل لا تكاد سورة من القرآن إلا وهي ترسخ الإيمان في القلوب وتجعله عامرا، وتقرر آيات الله البينات أن الإيمان ليس مجرد عواطف ومشاعر بل هو قول وعمل، قال الله تعالى : ” إنما قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون “.
وتابع : تجول بك الآيات وتسرد لك نعم الله السابغة الظاهرة والباطنة، نعم لا تعد ولا تحصى يعرف قدرها ويؤدي شكرها من وصفه الله سبحانه وتعالى بقوله : ” إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون “، وفي رمضان حيث يجتمع الصيام والقرآن تستمطر رحمة الله، قال الله تعالى : ” قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم “، فلا تيأسوا لكثرة ذنوبكم إن الله يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها ورجع عنها مهما كانت، وتدعو آيات القرآن الكريم العباد إلى رفع أكف الضراعة وسؤال الله من واسع فضله.