تونس تسعى لإدراج “القالب الأصفر” في قائمة “اليونسكو”
تستعد دولة تونس ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية بولاية توزر التونسية، بالتعاون مع المعهد الوطني للتراث لإعداد ملف إدراج “آجر توزر” التقليدي أو المعروف محلياً بـ”القالب الأصفر” في قائمة “اليونسكو” التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، بعد التشاور مع مختصين في التراث والتاريخ.
ويعتبر الآجر المحلي الذي مازال يصنع بمواد طبيعية وبطريقة يدوية أهم خاصية لمعمار الجريد، ووقع الاختيار عليه لما يمثله من أهمية تاريخية جسّدت مصالحة الإنسان مع محيطه الطبيعي، وتحوّل في السنوات الأخيرة إلى طابع معماري سياحي يوشح جميع المباني بالمدن العتيقة بولاية توزر وخارجها، بحسب وكالة تونس إفريقيا للأنباء.
ونظراً للخطر الذي يهدد المدن العتيقة بسبب التوسع العمراني والأبنية الحديثة، فإن إعداد ملف لإدراجه ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” سيسهم في الحفاظ على الطابع الأصلي للمدن العتيقة بجهة الجريد.
وقال ممثل المعهد الوطني للتراث، مراد الشتوي، إنه تم إيلاء إعداد الملف الأهمية اللازمة لما يمثله من طابع معماري للولاية يميّزها عن باقي مناطق البلاد التونسية.
وأشار إلى توافر مقاطع للطين الأحمر والطين الأبيض اللذين يتم خلطهما لصناعة الآجر، لافتاً إلى العثور على أفران تقليدية لتجفيف الآجر تعود إلى الحقبة الرومانية في منطقة حلبة توزر مع وجود مبانٍ رومانية موشحة بالآجر في موقع كستيليا.
موضحاً أنه إلى جانب المدن العتيقة توجهت البلديات إلى توشيح المباني الحكومية والخاصة في الشوارع الرئيسية بالآجر فضلاً عن الاستخدام الشخصي للمواطنين في المباني الخاصة لما يمنحه من جمال ولدوره في التكيف مع العوامل المناخية، فهو يعتبر عازلاً حرارياً يمنع وصول حرارة الصيف.
الآجر له قيمة اقتصادية ثقافية، فهو يختزل مهارات حرفيين في صنعه وحذق البنائين في تركيبه والزخرفة التي تكون في شكل لوحات فنية على واجهة المباني القديمة.