اكتشاف مقابر جماعية بـمجمع “ستونهنج الألماني”
اكتشف علماء الآثار خلال عمليات حفر في منطقة Pömmelt بألمانيا بقايا مجمع طقوس يعود إلى العصر البرونزي، وأشياء مثيرة تذكر بمجمع ستونهنج البريطاني.
حيث تفيد مجلة “Archaelogy” أن هذا المجمع اكتشف عام 1991 خلال دراسة وتحليل لصور الجوية، ويتكون من عدة حلقات على شكل خنادق أو متاريس ترابية ذات مركز موحد، ويشبه من ناحية الأبعاد مجمع ستونهنج البريطاني.
يبلغ قطر الخندق الخارجي نحو 115 مترًا، ولكن بدلاً من الأعمدة الحجرية، استخدمت في المجمع الألماني أعمدة خشبية، لذلك أطلق عليه العلماء اسم Woodhenge.
وقد اكتشف العلماء داخل المجمع مقبرة تحتوي على رفات عدد من الرجال وعشرات النساء والأطفال، عليها آثار العنف، يبدو أنهم قتلوا وألقوا في الخندق. ووفقا للخبراء كان موتهم وفق طقوس تقديم الأضاحي، كما عثر العلماء بجانب المجمع على مقابر جماعية وانفرادية استخدمت حسب تحليل الكربون المشع خلال 400 سنة من 2400 إلى 2050 قبل الميلاد، أي في نفس وقت ستونهنج البريطاني.
وكشفت عمليات الحفر عام 2020 وجود مستوطنة بجانب هذا المجمع تتكون من 65 مبنى مستطيل الشكل يتراوح طول كل مبنى بين 15 و30 مترا، وجميعها متشابهة، وتتجه من الغرب نحو الشرق ومدخلها في الجانب الجنوبي، ومحمي من الرياح بما يشبه الردهة.
ووفقا للخبراء عاش في كل منزل 20-30 شخصا، أي أن تعداد سكان المستوطنة تجاوز الألف نسمة وهذا عدد كبير في العصر البرونزي المبكر. ويبدو أنها كانت أكبر مستوطنة في وسط ألمانيا في ذلك الوقت.
وقد بيّن تحليل الكربون المشع أن المستوطنة كانت قائمة في زمن المجمع الطقوسي، وهذا ما يميزه عن ستونهنج البريطاني، حيث لم يعثر علماء الآثار على أي دليل يشير إلى وجود مستوطنة بقربه.
بينت هذه الاكتشافات، أن ستونهنج ليست ظاهرة محلية بريطانية، بل هو تقليد انتشر بين شعوب أوروبا في نهاية العصر الحجري الحديث – بداية العصر البرونزي. ويؤكد هذا الرأي الأواني الفخارية التي عثر عليها في الموقع الألماني، التي تعود إلى حضارة الكؤوس الجرسية (حضارة القدور الجرسية) التي كانت منتشرة في مناطق غرب أوروبا وبريطانيا، 2800-1900 سنة قبل الميلاد.
وأظهرت نتائج تحليل عينات الحمض النووي التي أخذت من الرفات المكتشف في الموقع الألماني، أنه قريب وراثيا من الذي عثر عليه في منطقة ستونهنج، ما يؤكد أن الأقوام التي هاجرت من منطقة سهول البحر الأسود إلى ألمانيا في القرن الثامن والعشرين قبل الميلاد، هاجر بعضهم من هناك إلى الجزر البريطانية.