الجدعان: أمن الغذاء والطاقة وسلاسل الإمداد والتحول الرقمي على رأس الأولويات في قمة G20
أكّد معالي وزير المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان، أن مشاركة المملكة في أعمال قمة مجموعة العشرين (G20) تأتي استكمالاً لدورها القيادي والبناء للنجاحات التي حققتها خلال رئاستها لأعمال القمة عام 2020م، على الرغم من تزامنها مع الظروف الاستثنائية التي شهدها العالم بسبب جائحة كورونا.
وقال الجدعان، في تصريح لوكالة الأنباء السعودية بمناسبة انعقاد قمة قادة مجموعة العشرين (G20) في إندونيسيا: “إنّ انتهاء رئاسة المملكة لمجموعة العشرين في عام 2020م لا يعني انتهاء دورها الفعال في المجموعة؛ بل واصلت المملكة وبتوجيهات مباشرة من القيادة الرشيدة، في البناء على مخرجات رئاستها في العام 2020 من عبر الرئاسة الإيطالية في 2021م، والرئاسة الإندونيسية هذا العام، حيث قامت فرق المملكة من مختلف القطاعات بالمشاركة بفاعلية مع أعضاء المجموعة والدول والمنظمات المدعوة في العمل على إيجاد حلول التصدي للتحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، وتعزيز التعاون الدولي لتحقيق المصالح المشتركة في مختلف المجالات”.
واستعرض معاليه الجهود المشتركة لوزراء المالية في مجموعة العشرين من أجل تخفيف تأثير جائحة كورونا على الأسواق المالية العالمية، والتدابير اللازمة على المدى المتوسط لدعم الاقتصاد العالمي خلال الأزمات، مشيرًا إلى أن القمة هذا العام ترفع شعار “التعافي معًا، التعافي بشكل أقوى”، من خلال التركيز على جهود التعافي من جائحة كورونا وتقوية التعاون الدولي لتعزيز البنية الصحية العالمية، من خلال تحسين الوقاية من الأوبئة والتأهب والاستجابة للتهديدات الصحية المستقبلية.
وأكّد التزام المملكة بالعمل مع شركائها في مجموعة العشرين لإعداد آلية للتمويل المستدام وذلك لتقوية الاستجابة للجوائح المستقبلية، بالإضافة إلى تحسين الحوكمة الدولية والتعاون بين صانعي السياسة العالمية.
وبين معالي وزير المالية أنه سبق وأن دعا خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية الذي أقيم في مدينة واشنطن في منتصف شهر أكتوبر الماضي إلى ضرورة حماية سلاسل الإمداد من أي انقطاعات مستقبلية، مع دعم موقف الرئاسة الإندونيسية بأهمية استجابة مجموعة العشرين لتحديات أمن الغذاء، ومواصلة الجهود الدولية للوصول إلى حلول فعالة لمواجهة التغير المناخي مع الحرص على توفر مصادر الطاقة والغذاء، خصوصاً للدول الفقيرة والأشد فقراً.
وتناول معاليه اجتماع وزراء المالية والزراعة التابع لمجموعة العشرين الذي تم عقده لأول مرة تحت الرئاسة الإندونيسية بالتعاون مع المملكة العربية السعودية في العاصمة الأمريكية واشنطن على هامش الاجتماعات السنوية للبنك وصندوق النقد الدوليين لعام 2022م، بحضور وزراء المالية والزراعة لدول مجموعة العشرين بالإضافة إلى ممثلي عدد من الدول المدعوة والمنظمات الدولية، مفيدًا أن المجتمعين أكدوا ضرورة اتخاذ إجراءات فورية للتصدي لأزمة انعدام الأمن الغذائي التي يواجهها العالم، مؤكدًا أهمية وحدة المجموعة العشرين والعمل سريعاً لمعالجة أزمة انعدام الأمن الغذائي، كما سلط الضوء على الأزمات المتعددة والمتداخلة التي يمر بها العالم والتي دفعت بأسعار المواد الغذائية إلى مستويات قياسية.
وأفاد أن مجموعة العشرين في المسار المالي قامت بمواصلة الجهود التي قادتها المملكة خلال رئاستها لمجموعة العشرين في العام 2020م، وشملت: البناء على خطة عمل مجموعة العشرين لدعم الاقتصاد العالمي في ظل جائحة كوفيد-19، ومبادرة مجموعة العشرين لتعليق مدفوعات خدمة الدين للدول الأكثر فقراً، والإطار المشترك لمعالجة الديون، وضمان الوصول العادل إلى أدوات مكافحة جائحة كوفيد-19 بأسعار معقولة، بما في ذلك الوصول إلى اللقاحات.
وثمّن الجدعان الجهود المبذولة من الرئاسة الإندونيسية تحت جدول أعمالها هذا العام في التركيز على تحسين استقرار واستدامة الأنظمة المالية الدولية، إضافة إلى التركيز على معالجة الديون، ويعد امتداداً لما أُنجز خلال الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين، حيث صادق قادة دول مجموعة العشرين في قمة الرياض على إطار العمل المشترك لمعالجة الديون والذي يُعد الأول من نوعه في مجال الديون الدولية، التي تعد استكمالاً لمبادرة تعليق خدمة الدين التي انطلقت تحت رئاسة المملكة، مشيرًا إلى أن هذا الامتداد للأعمال بين الرئاسات المختلفة، أكبر دليل على نجاح مجموعة العشرين وتحقيقها للأهداف المرجوة من الجميع.