نظمت هيئة التراث ومحافظة الأحساء، بالتعاون مع أمانة الأحساء ونادي الأحساء الأدبي ، محاضرة بعنوان: “الزخارف الأحسائية.. بصمة وهوية”، ضمن فعاليات مهرجان: “واحة الأحساء”، بحضور عددٍ من المثقفين والمثقفات من داخل وخارج الأحساء، وذلك على مسرح الخيالة بمتنزه عين نجم في مدينة المبرز .
ودعا الباحث في الموروث والتراث العمراني، الخبير في المجالين الهندسي والمعماري، المهندس عبدالله الشايب، خلال المحاضرة المعماريين والمعماريات في المكاتب الهندسية والاستشارية، إلى تسويق العمارة الأحسائية الإسلامية، واستلهامها مفرداتها والاستفادة منها في التصاميم الحديثة، وشرح جمالياتها وتسويقها.
وأكد أن الفنان الأحسائي، أبدع في متممات العمارة في الأحساء، كالأبواب، والنوافذ، وتكسية السطوح (الحوائط)، والزخرفة على اختلافاتها، واستخدام الجص الحساوي في التكسية أو في التشكيل الفني عبر النقش (الأرابسك) وهي الزخرفة الجصية، واستخدام الجص، مبيناً بعض التفاصيل الخاصة بالتشكيلات المعمارية المختلفة والزخرفة الأحسائية الإسلامية، إضافة إلى حضارة الأحساء القديمة حتى إعلان اليونيسكو بأن الأحساء موقع تراث عالمي في 2018م، ودخول واحة الأحساء بكاملها كأكبر جغرافية تعلنها اليونسكو في وقت واحد بـ 12 مكوناً، وتسجيلها في موسوعة جينيس كأكبر واحة نخيل في العالم، وأن الإنسان الحساوي، أبدع في المدن التاريخية بتشكلاتها المدنية من القلاع، والمساكن، والمساجد، والقصور، والعرشان، والحمامات، والأسواق.
للون الأبيض
و يؤكد الشايب أن اعتماد الجصاص أو النقاش أو المزخرف على قاعدة الدائرة والمربع لإنتاج عدد لا نهائي من الوحدات الزخرفية، مع تعلق الأحسائيين باللون الأبيض، وهو لون النقاء والصفاء للنفس، وتفريغ الطاقة من جهة واكتساب الراحة من جهة عبر التغذية البصرية، وذلك من خلال التشكيلات المعمارية المختلفة، إذ يلحظ الجميع ذلك عند الدروايز والبوابات والروازن والوجاغ بالمجالس، وكذلك من خلال التكوينات الجصية الزخرفية الغائرة والنافرة، أو تلك النافذة للضوء والهواء، والتي تعرف بـ”المشخال”.
تأثرًا بالنخلة
أوضح أن الزخرفة الجصية بتنوعها، تعبر عن أشكال هندسية أو نباتية، ومنها: التورق تأثرًا بالنخلة على هذه الزخارف بشكلها المباشر أو الرمزي، وهو ما يؤكد على أن للنخلة من شان كبير في وجدان الأحسائيين، بالإضافة إلى القطع الزخرفية المستقلة كالمرش، ويحرص النقاش على امتلاء الفراغ السطحي مبدئيا قبل العمل، والاشتغال على التماثل من مركز الوسط، وأن الأرابسك الأحسائي، يعتمد على الظل والظلال، وتعتبر زخرفة “الطعامة” من أشهرها، والتي استخدمت حديثاً للتدليل على الزخرفة الأحسائية الإسلامية.
أكد على أن هناك أنموذجًا عمرانيًا في الأحساء، تمثله البيئة الحضرية، وهو سمة المجتمعات في اقليم الأحساء التاريخي، وحوض الخليج، وقد اسهم الأساتذة والبنائين الأحسائيين في تلك المجتمعات في ذلك النموذج العمراني، من خلال العمارة المتقنة في الفراغات أو التشكيل أو توزيع تلك الفراغات، بما يلائم الغرض للاستخدام الآدمي والزراعي والحيواني والتجاري، علاوة على التغذية البصرية المستدامة، وتعداد الأبنية بتماثل السمة.
وهج اليونيسكو
وقال الشايب: مسؤوليتنا حالياً الحفاظ على وهج “اليونيسكو” قائمًا ومستدامًا، فمنذ حضارة دلمون والعبيد، لأكثر من 5 آلاف سنة، قدمت الأحساء أنموذجًا إنسانياً، يقتدى ومدرسة تستحق الإتباع، وتحقيق ما نصبوا اليه من صون الموروث وتأهليه معرفيًا وترفيهيًا واقتصاديًا، في إعلان اليونيسكو بأن الأحساء موقع تراث عالمي في 2018م، ودخول واحة الأحساء بكاملها كأكبر جغرافية تعلنها اليونسكو في وقت واحد بـ 12 مكوناً، بملف حمل عنوان: “الأحساء.. مشهد ثقافي متطور”، وازدياد حجم المسؤولية في صون الواحة بمكتسباتها الطبيعية والمظاهر الخاصة كالجبال، والأودية الطبيعية، والبحيرات، والبراري، ومكتسباتها التي ابدع فيها الإنسان الحساوي، وتتمثل في البيئة الطبيعية، كشبكات الري والصرف والزراعة، وتسجيل الأحساء في موسوعة جينيس كأكبر واحة نخيل في العالم، وأن الإنسان الحساوي، أبدع في المدن التاريخية بتشكلاتها المدنية من القلاع، والمساكن، والمساجد، والقصور، والعرشان، والحمامات، والأسواق.