إمام المسجد النبوي: المخدرات سلاح الأعداء
قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان -في خطبة الجمعة-: إن المخدرات سلاح فتاك وعدو هتاك يتلف الصحة والعقل والإدراك، ويقود صاحبه إلى الهلاك، وقد استغل هذا السلاح الأعداء فاتخذوا الخائنين المتربصين حلفاء والسفهاء أعوانا وأولياء.
وأضاف: إن لمقاصد الكبرى والغايات العظمى والمصالح التي بني عليها الإسلام وأسس عليها بإحكام هي حفظ الدين والنفس والعقل، وحفظ المال والنسل، تلكم يا عباد الله هي عماد التشريع، فعليها مدار الأحكام الشرعية، وبها تعرف الحكم والأسباب التعليلية، وتقدر المصالح الاعتبارية والأهداف المرعية، وإذا كان الإسلام إنما شرع الأحكام لحفظ وحماية هذه المقاصد ورعايتها، فإن أي فعل يمس بها أو يعتدي عليها يعتبر من أعظم الجرائم والمحرمات، ومن الموبقات المهلكات ومن البغي والفساد في الأرض، ألا وإن من أعظم البلاء والمصائب، وأشد الكرب والنوائب وأدهى عناء وخبالا وأعظم نكالا ووبالا أن يعادي الإنسان نفسه فيفسد صحته ويتلف عقله ويهدر ماله، ويهتك عرضه ويضيع عمره وأهله ودينه، ويبيع نفسه بثمن بخس مقابل المخدرات أم الخبائث والرجس، فيستبدل الصحة بالأسقام والعافية بالأوجاع والآلام والسرور والأفراح بالهموم والأحزان والأتراح، فيخسر الدنيا والآخرة، “أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ”.
وقال: إن الإسلام خير الأديان، وكتاب الله خير حجة وبرهان، ورسول الله صلى الله عليه وسلم خير أسوة وقدوة وإمام، “فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”، فاتقوا الله عباد الله فيما أمر، وانتهوا عما نهى عنه وزجر، “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ، وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”.
وتابع: ليكن في قلوبنا عباد الله من مخافة الله وخشيته ما يحجزنا عما لا يحب الله جل وعلا فإن الخوف من الله من أعظم العبادات، معاشر المسلمين إن الله تعالى خلق الإنسان لطاعته، ونهاه عن معصيته، وجعل الدنيا دار امتحان واختبار والآخرة هي دار القرار، “فَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَیۡرࣰا یَرَهُۥ، وَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةࣲ شَرࣰّا یَرَهُۥ”، ومن حكمة الله تعالى أن جعل الجنة محفوفة بالمكاره، وجعل النار محفوفة بالشهوات والفتن، فمن هتك الحجاب وصل إلى المحجوب، “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ”.