يمكن أن تساعد رائحة زيت النعناع في تخفيف الألم بعد جراحة القلب
تحدث جراحة القلب المفتوح عندما يقطع الجراح عظام الثدي وينشر الضلوع للوصول إلى القلب. في حين أن الإجراء قد يكون منقذًا للحياة ، إلا أنه يضع المرضى تحت ضغط جسدي ونفسي كبير.
تشير الأبحاث إلى أن تخفيف الآلام بشكل فعال بعد الجراحة لا يسمح فقط للمرضى بالشعور براحة أكبر ، بل يساعدهم أيضًا على التعافي بسرعة أكبر ويقلل من خطر الإصابة بمضاعفات ، بما في ذلك الالتهاب الرئوي والجلطات الدموية.
ومع ذلك ، فإن العديد من طرق تخفيف الآلام يمكن أن تطيل الفطام من التهوية الميكانيكية وتزيد من خطر حدوث مضاعفات ما بعد الجراحة والوفيات.
وبالتالي يمكن أن توفر العلاجات غير الصيدلانية بديلاً أكثر أمانًا لتسكين الآلام لمساعدة المرضى على التعافي من جراحة القلب.
هل يمكن للعلاج بالروائح أن يخفف آلام ما بعد الجراحة؟
تشير بعض الدراسات إلى أن العلاج بالروائح يمكن أن يقلل بشكل فعال من آلام ما بعد الجراحة. على سبيل المثال ، وجدت إحدى الدراسات أن العلاج بالروائح بزيت النعناع يمكن أن يقلل الألم المرتبط بالقسطرة الوريدية – عندما يتم وضع أنبوب طويل ورفيع ومرن يسمى القسطرة في وعاء في مناطق الجسم مثل الذراع أو الرقبة.
تشير الدراسات أيضًا إلى أن زيت النعناع قد يحسن نوعية النوم مصدر موثوق لمرضى القلب ، والذي قد يساعد بدوره في التعافي بعد الجراحة.
يمكن أن تساعد الدراسة الإضافية لكيفية تأثير العلاج بالروائح بزيت النعناع على المرضى بعد جراحة القلب في تطوير علاجات الألم.
في الآونة الأخيرة ، نشر الباحثون نتائج تجربة سريرية عشوائية مزدوجة التعمية للتحقيق في آثار العلاج العطري بزيت النعناع على تصنيفات الألم ونوعية النوم بعد جراحة القلب. ووجدوا أن العلاج بالروائح يخفف الألم ويحسن نوعية النوم بعد جراحة القلب المفتوح.
اروماثيرابي النعناع مرتبط بألم أقل
من أجل الدراسة ، قام الباحثون بتجنيد 64 مريضًا بمتوسط عمر 61 عامًا خضعوا لعملية قلب مفتوح.
كانت جراحة مجازة القلب هي الأكثر شيوعًا. يتضمن إزالة جزء من وعاء دموي من جزء آخر من الجسم ثم تطعيمه في القلب لإعادة توجيه الدم حول الشريان المسدود.
قسم الباحثون المرضى إلى مجموعتين. بينما تلقت مجموعة واحدة 0.1 ملي ليتر (مل) من 10 ٪ من العلاج العطري بزيت النعناع الأساسي بالإضافة إلى 10 مل من الماء المقطر ، تلقت المجموعة الأخرى علاجًا وهميًا يتكون من 10 مل من الماء المقطر.
تم إعطاء كلا العلاجين قبل 30 دقيقة من إزالة أنابيب التنفس الخاصة بالمرضى بعد الجراحة ، ثم ثلاث مرات يوميًا عن طريق البخاخات لمدة يومين آخرين. تلقى المرضى 7 جرعات في المجموع.
استخدم الباحثون مقياس تقييم الألم الرقمي واستبيان النوم بمستشفى سانت ماري لتقييم التغيرات في شدة الألم ونوعية النوم.
في النهاية ، وجدوا أن المرضى في مجموعة العلاج بالروائح عانوا من ألم أقل بشكل ملحوظ من أولئك في المجموعة الثانية. كان متوسط درجة الألم لدى المرضى الذين تلقوا العلاج بالروائح 3.22 ، في حين أن أولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي حصلوا على درجة ألم 4.56.
كما حصلت مجموعة العلاج العطري أيضًا على درجات جودة نوم أفضل بكثير من تلك التي أعطيت العلاج الوهمي. في اليوم الأول ، سجلت مجموعة العلاج بالروائح والمقارنة درجات نوم 20.1 و 25.76 على التوالي ، والتي انخفضت إلى 18.63 و 22.62 على التوالي في اليوم الثاني. تشير الدرجات المنخفضة إلى جودة نوم أفضل.
لاحظ الباحثون كذلك أن أولئك الذين تلقوا العلاج العطري بزيت النعناع احتاجوا إلى أدوية تخفيف الآلام أقل من المرضى في مجموعة الدواء الوهمي.
وخلص الباحثون إلى أن النتائج التي توصلوا إليها تظهر أن العلاج العطري بالنعناع يمكن أن يقلل من شدة الألم بعد جراحة القلب المفتوح ويحسن نوعية النوم.
“بالنظر إلى تأثير استنشاق زيت النعناع العطري على الألم وجودة نوم المرضى بعد جراحة القلب المفتوح ، يمكن الاستنتاج أنه يمكن استخدام هذا المنتج العشبي بأمان كعلاج تكميلي في تخفيف الألم وجعل المرضى مرتاحين بعد جراحة القلب ،” يكتب المؤلفون في ورقة الدراسة.
كيف يمكن للعلاج بالروائح أن يخفف الألم
أثناء العلاج بالروائح ، يتم امتصاص الجزيئات المستنشقة من خلال الغشاء المخاطي للأنف والرئتين. تشير الأبحاث إلى أنه بمجرد استنشاق رائحة النعناع ، تصبح جزيئاته موجودة في الدم ثم في الدماغ والجهاز العصبي ، حيث تحدث تغيرات فيزيولوجية وسلوكية.
كيف بالضبط زيت النعناع يخفف الألم لا يزال غير معروف. ومع ذلك ، لاحظ الباحثون أن مكونات الزيت ، بما في ذلك المنثول والكارفون والليمونين ، قد تلعب دورًا. وأضافوا أن النعناع معروف بخصائصه المضادة للتشنج والمسكنات والالتهابات ومضادة للاحتقان ومضادة للأكسدة.
قال الدكتور جيه ويس أولم ، محلل الموارد العلمية المعلوماتية الحيوية وأخصائي البيانات الطبية الحيوية في المعاهد الوطنية للصحة ، والذي لم يشارك في الدراسة ، لـ Medical News Today:
