الأخبار الثقافيةالفنون والثقافة

قائد العالم السري للفن.. بانكسى “المجهول” يحقق الشهرة بجدارياته

يهرب فنان الشارع بانكسى عبر سلسلة من الأنفاق الموجودة تحت الأرض في لندن وبريستول والمدن الإنجليزية التي يرسم فيها رسوماته على الحائط، هكذا يبنى الخيال بناءه فيرسم صورة عن فنان الشارع المجهول للإجابة على سؤال: أين يختفى بانكسى بعد رسم جدارياته في بريطانيا؟

لم يجرِ بانكسى حوارًا واحدًا مع جريدة ولم يظهر في وسائل الإعلام، ولا يعرف أحد شكله ولا عمره غير أنه يرجح أنه في التاسعة والأربعين وأنه عام 1974 في بريستول ببريطانيا.

يمثل بانكسى الدليل الأكبر على سيولة الفن في العصر الحديث فلم يعد مهما أن يكون الفنان معروفا ولا مشهورا في العالم الذى يستنشق الصورة السريعة والجدارية الغامضة، فمن عصر الفنان البطل إلى عصر الفنان غير المعروف تصاعدت الأمور ووصلت إلى ذروتها متمثلة في شخصية بانكسى.

وبالنظر إلى كون بانكسى أحد أشهر الفنانين في العالم فإننا لو نظرنا إلى نموذج فنى في نفس الفترة قبل مائة عام وهو بابلو بيكاسو سنجد أن بيكاسو كان مشهورًا شهرة عالمية ليس فقط بشكله وإنما بأسلوبه وطريقة حياته وصولا إلى النساء اللائى عاش معهن وزوجاته وملهماته بل وكتبت الكتب في هذا السياق ومن هذا التأريخ المتجلى للفن إلى غياب هوية البطل الفني إن جاز التعبير عاش العالم عبر المائة سنة الماضية ووصل إلى بطل فنى بلا هوية محددة كأنه شبح يتحرك في الشوارع.

بانكسى

البطل غير محدد الهوية

ربما رسمت تلك الصورة الأفلام فلقد رأينا آلاف من البشر بأقنعة تخفى الهوية عبر منتجات السينما وبات الأمر ممكنا حتى على السوشيال ميديا. هناك من يسعون إلى إخفاء هوياتهم ليضربوا ضربات موغلة في أعماقهم دون أن يعطوا المجتمع الاعتبار المتعارف عليه، ومن هؤلاء بانكسى الذى يتبنى قضايا شائكة وعالمية وخطيرة مثل المناخ وتغيراته وفتاة البالون بل وقضية فلسطين، وهو ما يجعله لا يظهر فلا يعرفه أحد لا يعرف هو أحد ومؤخرا أقام الرجل معرضا في جلاسجو في أسكتلندا ولم يظهر فيه بوجهه أيضا إذ يبدو معترفا بسيولة الفن التي تجعله يطلق طلقاته الفنية دون أن يكون وجوده محور أي شيء.

أبناء الفنان المجهول

ظهر فنان أيطالي مؤخرا وأغرق بريطانيا بلوحاته سيرا على هدي بانكسى وقد أثار ذلك الأمر الجدل حيث تتبع فنان شوارع إيطالى خطى أسطورة بريستول بانكسى معبرا عن حبه لبريستول بمجموعة من الجدارايات بعد زيارتها لأول مرة، حيث قال سالفاتور بينينتيندى، الذى يطلق عليه لقب ،TVBOY إن رسمه جدارايات على خطى بانكسى يشبه “الطالب الذى يتبع المعلم” مضيفا: “هذا ليس تخريبًا إنه هدية للمدينة“.

وتصور أعمال الفنان الإيطالى الموثقة على صفحته على إنستجرام أفراد العائلة المالكة فى ظروف غير عادية ليشكل فى النهاية عبر الألوان أشكالا غير تقليدية للعائلة الملكية، حيث قال: “لقد تلقيت رد فعل كبير من سكان بريستول“.

وأوضح فنان الشارع الإيطالى وفقا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية أنه بينما كان يرسم  مشهدًا يُظهر أفراد العائلة المالكة جاءت مجموعة من جولات فن الشارع وأمسكت به وهو يعمل.

محاولات اكتشاف بانكسى

فى سنة 2016 تتبع مجموعة من الأكاديميين والباحثين أعمال “بانكسى” ومقارنتها للوصول إلى شخصيته الحقيقية، مستخدمين أسلوب البحث عن المجرمين، من خلال تقنية “التشخيص الجغرافى”، التى تستخدم عادة فى الكشف عن الجرائم، وذلك من خلال البحث ودراسة المواقع، فقد اختار العلماء 140 عملا عائدا لهذا الرسام فى شوارع لندن وبريستول، شكلت مجموعات اتضح أنها ترتبط ببارات وملاعب لكرة القدم وبعناوين منازل سكن فيها الرسام أو زارها مرات كثيرة، وتوصلوا إلى أن “بانكسى” هو روبين كانينهام خريج إحدى المدارس الخاصة فى بريستول، ولكن ذلك غير مؤكد.

الفن عبارة عن مجموعة متنوعة من الأنشطة البشرية في إنشاء أعمال بصرية أو سمعية أو أداء (حركية)، للتعبير عن أفكار المؤلف الإبداعية أو المفاهيمية أو المهارة الفنية، والمقصود أن يكون موضع تقدير لجمالها أو قوتها العاطفية.تشمل الأنشطة الأخرى المتعلقة بإنتاج الأعمال الفنية نقد الفن ودراسة تاريخ الفن والنشر الجمالي للفن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى