الأخبار والأحداثالمحلية

الإفتاء: زيادة الدَّين في التقسيط ربا صريح

أجابت الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء على فتوى حول بيع بعض المحال التجارية بالتقسيط وإذا تأخر المشتري عن السداد في الوقت المحدد ترفع عليه القيمة المتفق عليها عند العقد وتذكر أن مبلغ الزيادة يصرف في مشاريع الخير.

وقالت إنّ اللجنة الدائمة للفتوى درست الموضوع وأصدرت بشأنه الفتوى رقم (۲۹۹۹۸) وتاريخ 1445/4/9هـ، جاء فيها: اطلعت اللجنة الدائمة للفتوى على سؤال ورد إلى سماحة المفتي العام والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (245۰۰۲۱56) وتاريخ 1445/3/27هـ وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه: (يوجد بعض المحلات التجارية تبيع بالتقسيط، وعند تأخر المشتري ترفع عليه القيمة المتفق عليها سابقاً، وتقول إن مبلغ الزيادة سوف يصرف في مشاريع الخير الرسمية.. السؤال: هل يجوز الشراء من هذه المحلات إذا علم الشخص من نفسه عدم التأخر في السداد).

وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن الزيادة في الدين على المدين عند عجزه عن سداد الدين في الوقت المحدد لسداده تعتبر من الربا الصريح وهو يشبه ربا الجاهلية وهو محرم قطعاً في كتاب الله وسنة رسوله قال الله تعالى : (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) الآية رقم (275) من سورة البقرة، وقال سبحانه وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ) الآية رقم (۲۷۸) من سورة البقرة، وعن جابر بن عبدالله – رضي الله عنهما – أنه قال : ( لعن رسول الله ﷺ آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء)، أخرجه الإمام مسلم.

فلا يجوز للمسلم التعامل مع المحلات التجارية بعقود تشتمل على هذا الشرط في عقودها ولو علم من نفسه أنه لن يتأخر في السداد لأن في التعامل معهم إقراراً لهم على أمر محرم، وقولهم إنهم سيصرفون الزيادة في مشاريع الخير الرسمية لا يسوغ لهم اشتراط الزيادة لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة الله قال: قال رسول الله ﷺ: (أيها الناس إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين) فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) الآية رقم (51) من سورة المؤمنون وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) الآية رقم (۱۷۲) من سورة البقرة، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأني يستجاب لذلك، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى