حملات إعلامية تحلم بتعطل مسيرة التنمية السعودية
منذ اللحظات الأولى لإطلاق المملكة مشروعها التنموي الفريد (رؤية السعودية 2030) وهي تتعرض لحملات إعلامية متتالية، تعلو نبرتها كلما تسارعت وتيرة مشروعات التنمية، أو الإعلان عنها، تحمل جملة واسعة من الاتهامات والانتقادات المغلوطة من قبل وسائل إعلام ومنظمات وأفراد، تهدف هذه الحملة إلى تشويه صورة السعودية وترويج رؤيات سلبية عن البلد وسياساته.
تعود جذور هذه الحملات الإعلامية إلى عدة عوامل أهمها محاولة التأثير على الدور الهام للمملكة في المنطقة العربية والإسلامية وحتى عالمياً، ولأنها وضعت مصالحها الوطنية في مقدمة استراتيجيات بناء سياساتها.
يستخدم القائمون على هذه الحملات السعودية العديد من الوسائل والأدوات لترويج رؤيتهم السلبية عن المملكة، بدءا من نشر الأخبار المغلوطة والمعلومات غير المؤكدة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتكرار الاتهامات والانتقادات، والتلاعب بالمعلومات من أجل تشويه صورة السعودية وإثارة الجدل.
حروب الجيل الرابع
وتدخل الحملات الإعلامية ضد السعودية ضمن ما يعرف بـ”حروب الجيل الرابع”، وهو وصف نمط جديد من الصراعات والحروب التي تختلف عن الأجيال السابقة من الحروب، والتي لا تعتمد بشكل حصري على القوة العسكرية التقليدية؛ بل تشمل أيضًا استخدام القوة الناعمة والعمل السياسي والاقتصادي والإعلامي لتحقيق الأهداف العسكرية والسياسية، وبالتالي، فإن الأطراف المشاركة في النزاعات في هذا السياق ليست بالضرورة دولًا، بل يمكن أن تشمل مجموعات غير حكومية وتنظيمات وحتى الأفراد.
ويتم التركيز في حروب الجيل الرابع التركيز على العمل الإعلامي والنفسي، عبر استخدام وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة للتأثير على الرأي العام وبناء الدعم والتأثير على العقليات والتصورات الجماعية، وتعد وسائل الإعلام الاجتماعية والشبكات الاجتماعية جزءا رئيسا في هذه الحروب التي تعتمد على التلاعب بالمعلومات لخلق تأثيرات سلبية على الدولة المستهدفة، من خلال خلق حالة من الإنهيار الشامل، عبر التأثير على الرأي العام وإشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار.
فصل جديد
واليوم نعيش فصلا جديدا من فصول هذه الحرب ضد السعودية التي تكسرت نصالها سابقا أمام سعي وطموح قيادة المملكة للنهوض بشعبها؛ حيث بدأت الحملات تتوارى لمهاجمة “موسم الرياض” وكانت “غزة” هي الذريعة هذه المرة، إذ تم تسليط الضوء على انطلاق الموسم ومهاجمته والمطالبة بإيقافه، دونا عن باقي الفعاليات التي تشهدها دول عدة، والهدف من ذلك التشكيك في موقف المملكة وتشويه دعمها اللامحدود للقضية الفلسطينية.
موقف حازم
التاريخ يوثق لمملكة موقفها الحازم تجاه التطورات العسكرية الخطيرة في قطاع “غزة” ومُحيطها مُنذ اليوم للأحداث، وتأكيد قيادتها وشعبها على أهمية الملف الإنساني وضرورة رفع الحصار عن قطاع “غزة” ورفض التهجير القسري لسكّان القطاع وأهمية تلبية احتياجاتهم الإنسانية من الغذاء والدواء والخدمات الأساسية، تزامنا مع جهود حثيثة متواصلة لتجنيب الفلسطينيين ويلات الصراع والتخفيف من وطأة المُعاناة الإنسانية التي سببتها آلة الحرب؛ وتحديدًا في ظل ما يُعانيه الفلسطينيون من تدهور للأوضاع المعيشية والانهيار التام للخدمات.
أكبر داعم لفلسطين
كما يحفظ التاريخ للمملكة أنها أكبر داعم تاريخي للقضية الفلسطينية عربيًا وعالميًا، حيث تجاوز إجمالي ما قدمته من مساعدات ومعونات مالية 5 مليارات دولار خلال العقود الثلاثة الماضية، في التزام تاريخي ثابت وراسخ تجاه تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ودعمه ماليًا وسياسيًا وإنسانيًا، كما لعبت المملكة ولا تزال دورًا محوريًا في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني خلال كامل المنعطفات التاريخية مُنذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وجميع أبناءه الملوك من بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
القضية الأولى
وكانت ولا زالت وستظل قضية فلسطين هي القضية الأولى في وجدان القيادة السعودية ولا أدل من ذلك من تسمية الملك سلمان القمة العربية الـ29 في الظهران العام 2018 بـ(قمة القدس) وإرساله رسالة للقاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين وستظل القضية الأولى حتى حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة.
وتتجلى مواقف القيادة السعودية تجاه قضية فلسطين، بالتأكيدات المُستمرة على أهمية هذه القضية وعدم المساومة عليها؛ ومن أهمها ما ذكره سمو ولي العهد في مُقابلته مع قناة FOX News، والتي ذكر فيها أن القضية الفلسطينية أمر مهم لتحقيق أمن واستقرار المنطقة، وتشديده على ضرورة أن ينعم الفلسطينيون بحياة كريمة وجيدة.
والوقفات السعودية التاريخية في نصرة الحق العربي والفلسطيني ساهمت على مدار عقود في رفع المعاناة وتضميد الجراح وإعمار الأرض وتعزيز الصمود، من خلال مُشاركة أبناءها في حرب 48 وصد العدوان الثلاثي 1956م وحرب 1967م (حرب الاستنزاف) وحرب أكتوبر 1973م وقراراتها التاريخية ومبادراتها السياسية ذات الصلة.
وعلى مدار 74 عام مضت، وقفت السعودية بكامل ثقلها السياسي خلف إرادة الفلسطينيين وخياراتهم، وقدمت الدعم والمساندة العسكرية والاقتصادية، وتقدمت بمبادرة تلو الأخرى لإحلال السلام بهدف أن ينعموا بإقامة دولتهم المُستقلة على حدود العام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وما تعيينها سفيرًا فوق العادة لدى فلسطين وقنصلًا عامًا في مدينة القدس إلا امتدادًا لرسوخ مواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني ومواصلتها دعم قضيته العادلة.