الذهب يتراجع وسط ارتفاع شهية المخاطرة في الأسواق
يستمر سعر الذهب (XAU/USD) في الهبوط لليوم الثاني على التوالي ، وسط تعافي الدولار الأمريكي مرتداً من أدنى مستوى له منذ 20 سبتمبر الذي لامسه يوم أمس مما وصل بالذهب إلى أدنى مستوى له خلال أسبوعين تقريبًا، حول منطقة 1962 دولار. وأعتقد أن حقيقة عدم وجود تطورات كبيرة في حرب غزة واتفاق العالم على عدم امتدادها لدول أخرى يساهم بشكل كبير في ذهاب السيولة والمستثمرين بعيدًا عن الذهب الذي يعتبر ملاذًا آمنًا، ويعزز شهية المخاطرة.
ووفقاً لرانيا جول – محللة أسواق في الشرق الأوسط في XS.com – فأنه حالة عدم اليقين الاقتصادي تبقى وخاصة في الصين وأوروبا، مسيطرة على الأسواق ويمكننا مشاهدة هذا بوضوح من التداولات الضعيفة بشكل عام في أسواق الأسهم مما يقدم بعض الدعم الإيجابي قصير الأمد لسعر الذهب. يأتي هذا تزامناً مع اعتقاد المستثمرين وقناعتهم المتزايدة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من سلسلة رفع أسعار الفائدة، مما قد يؤدي إلى انخفاض جديد في عوائد سندات الخزانة الأمريكية على المدى القريب وبالتالي يجب أن يقلل من خسائر الذهب الذي لا يدر عائدًا. وهذا بدوره يتطلب الحذر للمتداولين عند اتخاذ صفقات البيع اليوم.
وقالت: أعتقد أن انخفاض الذهب يرتبط بعودة انتعاش عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات من أدنى مستوى خلال ستة أسابيع والذي سجلته يوم الجمعة. حيث وصل عائد السندات طويلة الأجل حالياً إلى 4.64٪. فهذا الزخم الإيجابي في عوائد السندات يعزز قوة الدولار الأمريكي الذي يتداول بالقرب من 105.60 في الوقت الحالي.
ذلك بعد أن شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا مع تحسن معنويات المستثمرين وسط توقعات تشير إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يوقف تشديد سياسته النقدية، مدعومًا ببيانات التوظيف الضعيفة من الولايات المتحدة. كما يكشف أحدث تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي (WGC) أن البنوك المركزية في العالم استحوذت على 337 طنًا متريًا من الذهب في الربع الثالث من هذا العام. ومن الجدير بالذكر أن الأسواق الناشئة كانت بين أكبر المشترين، مما يعكس الاتجاه المستمر للتنويع في أصول التحوط بعيدًا عن الدولار الأمريكي.
ومن وجهة نظري سيسعر التجار والمستثمرين هذا الأسبوع بيانات الميزان التجاري الصيني لشهر أكتوبر والتي صدرت صباح اليوم، وأظهرت ارتفاع إلى 81.95 مليار دولار من 77.71 مليار دولار في السابق مما سيؤدي إلى تعزيز الطلب على الذهب في المدى القصير والمتوسط. وهذا قد يتسبب في حدوث تصحيح صاعد قريب المدى قبل عودة الهبوط القوي على سعر الذهب.
كما تترقب الأسواق الآن خطابات أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، بما في ذلك ظهور رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يومي الأربعاء والخميس، للحصول على إشارات حول مسار رفع أسعار الفائدة مستقبلاً. مما سيكون له دور رئيسي في دفع قوة الطلب على الدولار الأمريكي على المدى القريب. إلى جانب العوامل الجيوسياسية ومعنويات المخاطرة المرتفعة، والتي من شأنها أن توفر زخم اتجاهي جديد لسعر الذهب كأحد الاحتمالات. وأعتقد أن الذهب سيبقى مائل للسلبية مع بعض التصحيحات الصاعدة القصيرة وسط ارتفاع شهية المخاطرة في الأسواق والترقب الكبير للأحداث السياسية والبيانات الاقتصادية القليلة هذا الأسبوع.