خطيب المسجد النبوي: انصروا إخوانكم المستضعفين في غزة
قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي بن عبدالرحمن الحذيفي –في خطبة الجمعة-: يا أمة الإسلام، يا من أوجب الله عليكم التراحم والتعاطف، وأوجب عليكم التواد والتعاون، والتعاضد والتناصر، انصروا إخوانكم المستضعفين من الأطفال والنساء والشيوخ في غزة الذين أحاط بهم البؤس والضراء، انصروهم بالدعاء، انصروهم بالغذاء انصروهم بالدواء، سدوا حاجتهم، ونفسوا كرباتهم وتابعوا إمدادهم بالتبرعات، قال الله تعالى: “وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ”، واسوهم، فقد وجب حقهم ونصرهم،
وأضاف: يذكر في التاريخ ويشكر لقيادة هذه المملكة عقد قمة عربية إسلامية اتخذت فيها قرارات تدين العدوان الصهيوني على غزة، وعلى حرب الإبادة على الأطفال والنساء والشيوخ، وتطالب هذه القمة المجتمع الدولي بإيقاف هذه الحرب الظالمة فورا على غزة، كما يذكر ويشكر لهذه الدولة فتح باب المساعدات والتبرعات الإنسانية التي دعت إليها نصرة لقضية فلسطين وتضامنا مع الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة ووقوفا مع المظلومين، المسلم مع المسلم في الشدة والرخاء، وفي الهموم والبلوى، قال تعالى: “إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ”، وعن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَن لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن لم يصبح ويمسِ ناصحًا لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم فليس منهم”.
وتابع: شرع الله الشرائع وأحل الحلال، وحرم الحرام وفصل الواجبات، وبين الحقوق وألزم بها ليسعد الإنسان ليسعد في حياته وبعد مماته، فأوجبت التعاون على الخير، وأوجب التراحم والتعاطف، ونصرة المظلوم، وبذل الخير وكف الشر والأذى لأن الحياة لا تصلح إلا بذلك، عَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”، وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة، وعن أبي موسى رضي الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه”، وعن جابر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من امرئٍ مسلمٍ يخذل أمرأً مسلمًا في موضعٍ ينتهك فيه حرمتُه، وينتقصُ فيه من عِرضه ؛ إلا خذله اللهُ – تعالى – في موطنٍ يحب فيه نصرتَه، وما من امرئٍ مسلمٍ ينصر مسلمًا في موضعٍ ينتقصُ من عرضِه وينتهك فيه من حرمتِه ؛ إلا نصره اللهُ في موطنٍ يحب نصرتَه”، قال الله تعالى: “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ”.