مختصون يناقشون “موجة الواقعية الإيطالية الجديدة” في السينما
نظَّمت “هيئة الأفلام” بالشراكة مع موقع “سوليوود” السينمائي، ورشة عمل بعنوان: “موجة الواقعية الإيطالية الجديدة” بمدينة الرياض، يوم الأربعاء 27 ديسمبر 2023؛ وذلك بمُشاركة نخبة من المهتمين والمختصين في صناعة السينما، وقدَّم الورشة “قيس عبداللطيف”، الكاتب والمهتم بالشأن السينمائي.
تضمَّنت الورشة جلستين نقاشيتين: جاءت الأولى تحت عنوان: “نشأة الموجات السينمائية وتأثيرها على تاريخ السينما”، واستهلت أعمالها بالحديث عن أهمية فهم هذه الموجات لصنّاع الأفلام من حيث كونها أرضية انطلاق، وإثراء للقيمة الفنّية للعمل السينمائي. تلا ذلك توضيح تفصيلي لتأثير الموجة الإيطالية على صناعة الأفلام من خلال عدة جوانب من بينها: الموضوعات والقضايا، والتواصل بين الشعوب، وعلاقة الجمهور بالسينما. ثم تطرق الحديث خلال فعاليات الجلسة الأولى للورشة إلى توضيح ماهية الواقعية الجديدة، من خلال النظر إلى المسألة التأسيسية المتعلّقة بارتباط الواقع بالأفلام، وعرض بعض الاقتباسات لمشاهير الكتاب المتخصصين في المجال، والتي بدورها تعزز مفاهيم الواقعية الجديدة ومنهم: حمادي كيروم، أستاذ السينما في جامعة الحسن الثاني بالمغرب، ودونال فورمان، منظّر سينمائي إيرلندي.
ثم دار النقاش خلال الجلسة الأولى للورشة حول الفترة التي سبقت ما قبل الواقعية الجديدة، والتي ضمت سينما الهواتف البيضاء بوصفها نوعًا سينمائيًا أنتج في إيطاليا منذ منتصف الثلاثينيات حتّى دخول إيطاليا إلى الحرب العالمية بداية الأربعينيات، وكان من بينها: فيلم GrandiMagazzini -1941 I، وتضمنت أيضًا سينما الأسلوب الجمالي بوصفه أسلوبًا سينمائيًا ظهر في إيطاليا بالنصف الأول من أربعينيات القرن العشرين، وكان منها: فيلم 1942-Tragica Notte. تلا ذلك عرض نبذة حول ظروف وملابسات نشأة موجة الواقعية الإيطالية الجديدة من خلال توضيح تأثير الحرب العالمية الثانية في ظهور التّيار الواقعي، وإظهار واقع الحرب وما خلفته من دمار، ودور الإدارة الأميركية في عدم إحياء السينما الإيطالية. بالإضافة إلى توضيح الأثر النفسي والفكري للحرب على صنّاع السينما.
أمَّا الجلسة الثانية للورشة، فكانت تحت عنوان: “الأساليب الإنتاجية ونماذج لأهم الأعمال”، وبدأت فعاليتها باستعراض سمات موجة الواقعية الجديدة، والحديث عن التقنيات السّردية لموجة الواقعية الجديدة، التي تقوم على تكريس السرد الحر، بجانب الأسلوب الفوتوغرافي التصويري، والأسلوب الواقعي، واللقطات السينمائية. تلا ذلك توضيح مفهوم القيمة العليا للتقنيات السّردية، وكشف دورها في الحث على التفكير والبحث عن المعنى في الشّكل السردي؛ من خلال دفع المشاهد للانخراط في عملية فهم التجارب التي يراها. وتخلل الجلسة الثانية للورشة عرض أبرز نماذج الموجة الواقعية الأولى والثانية، ومنها سلسلة أفلام فيتوريو دي سيكا، وسلسلة أفلام جوزيبي دي سانتيس. وأخيرًا، أنهت الورشة أعمالها بنقاش مفتوح حول ما بعد موجة الواقعية الجديدة، وهل هناك موجة تتشكل في السينما السعودية حاليًا؟.
وفي الختام خرجت الورشة بعددٍ من التوصيات، أبرزها: الانفتاح على كافة الأنواع السينمائية، والتوسع في القراءة النقدية المتعمقة، ودعم إنتاج الأفلام التي تتبع المناهج التجريبية، وتطوير برامج تعليمية للتدريب على أساليب الإخراج السينمائي.