انطلاق فعالية علمية لاستكشاف مستقبل تقنيات الكم وتطبيقاتها في المملكة
انطلقت في الرياض، يوم 17 أبريل 2024 م، الموافق 08 شوال 1445 هـ، الفعالية العلمية المخصصة لاستكشاف مستقبل تقنيات الكم وتطبيقاتها في المملكة، وكذلك دور التعليم والتوعية في دعم وتبني هذه التقنيات. جرى تنظيم هذه الفعالية بمناسبة اليوم العالمي للكم، برعاية مركز الثورة الصناعية الرابعة في المملكة التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وواحة الملك سلمان للعلوم. حضر الفعالية عدد من الشخصيات الهامة بما في ذلك معالي الدكتور منير بن محمود الدسوقي، رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ورئيس مجلس إدارة مركز الثورة الصناعية الرابعة، ومعالي الدكتور خالد بن عبدالقادر طاهر، المشرف العام على واحة الملك سلمان للعلوم، إلى جانب عدد من القادة في مجال البحث والتطوير والابتكار.
في الكلمة الافتتاحية، أشارت الدكتورة بسمة بنت صالح البحيران، المدير العام لمركز الثورة الصناعية الرابعة، إلى الأهمية البالغة لهذه الفعالية في التأكيد على الإنجازات والفرص التي تقدمها تقنيات الكم في تغيير ملامح الصناعات المختلفة ومواجهة التحديات المعقدة. كما ذكرت أن المركز قد أطلق مؤخرًا مشروعًا يركز على اقتصاد الكم، ويهدف إلى بناء منصة تعاون بين القطاعات العامة والخاصة والأكاديمية في المملكة، لاستكشاف واستثمار الفرص التي تقدمها تقنيات الكم للتأثير في الاقتصاد المحلي وتعزيز مكانة المملكة عالميًا
البروفيسورة ابتسام باضريس، باحثة في معهد بحوث التقنيات النووية بكاكست ومستشارة في واحة الملك سلمان للعلوم، شرحت أن الواحة قد قامت بتصميم خمسة برامج متعلقة بالفيزياء الكمية والحوسبة الكمومية، تشمل تاريخ الثورة الصناعية، ومستقبل الفيزياء الكمية وتطبيقاتها، ومسرح الكم، والحوسبة الكمومية، وكوانتم 32، بالإضافة إلى حوارات كوانتم، كجزء من احتفالات اليوم العالمي للكم.
أعقب ذلك انعقاد الجلسة الحوارية الأولى بعنوان “تعزيز علوم الكم والتقنية والابتكار في المملكة”، بمشاركة نخبة من الخبراء والمسؤولين من مختلف القطاعات، حيث ناقش المشاركون التحديات والفرص التي تقدمها تقنيات الكم للنمو الاقتصادي والاستدامة، وأكدوا على الدور الرئيسي للبحث والتطوير والابتكار في تحقيق اقتصاد مبني على التقنيات الكمية. شارك في هذه الجلسة كل من الدكتور طلال السديري، نائب الأول لرئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لقطاع البحث والتطوير، وهيثم الفرج، الرئيس التنفيذي للتقنية بشركة الاتصالات السعودية، ومشعل المشاري، مدير إدارة الإستراتيجية الرقمية والاستثمار بشركة أرامكو، وسيمون باتكوفيش، نائب رئيس شركة الحلول الآمنة للكم، والمهندس هاني الحمصي، المدير المكلف لإدارة تنمية التقنية بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.
الجلسة الثانية بعنوان “دور التوعية والتعليم نحو النقلة الكمية”، تناولت أهمية مبادرات التوعية والتعليم في تحسين الفهم لعلوم الكم وتقنياته، واستعرض المشاركون استراتيجيات فعالة لتبسيط مفاهيم الكم المعقدة للطلاب والجمهور العام، مؤكدين على أهمية دور الإعلام وبرامج التوعية في زيادة الوعي بأهمية الاقتصاد الكمي. شاركت في هذه الجلسة الدكتورة هيفاء جمل الليل، رئيسة جامعة عفت، والبروفيسور ديفيد كيز، كبير مستشاري رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للمشاريع الإستراتيجية، والدكتور واسق بخاري، الرئيس التنفيذي لشركة باسكال، والدكتور محمد فلبمان، مدير أبحاث النظام الذكي الآمن بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
واستمرت فعاليات اليوم الثاني بجسلة الثالثة تحت عنوان “صعود الاقتصاد الكمي وتداعياته على المملكة”، حيث ناقش المشاركون كيفية استفادة المملكة من التقنيات الكمية لتعزيز الابتكار والبحوث في الصناعات الرئيسية، وخلق بيئة جاذبة للمستثمرين العالميين والمواهب البارزة، بالإضافة إلى استخدام التقنيات الكمية لمواجهة التحديات الوطنية. شارك في هذه الجلسة الدكتورة بسمة بنت صالح البحيران، البروفيسورة ابتسام باضريس، الدكتور محمد الصيعري، رئيس الحوسبة الكمية بشركة أرامكو، الدكتور محمد الشريف، مدير عام المرصد الوطني للبحث والابتكار المكلف بهيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، والدكتور سامي محروم، مدير السياسات العامة بشركة أوليفر وايمان.
عبّرت الدكتورة بسمة البحيران عن امتنانها العميق وتفاؤلها في ختام فعاليات اليوم العالمي للكم 2024، مؤكدة على النقاشات المحورية حول الحوسبة الكمومية، والاتصالات الكمومية، والاستشعار الكمومي التي جرت. وأبرزت الدور الأساسي للشراكات القوية بين القطاعين العام والخاص في تحقيق إمكانات التكنولوجيا الكمومية ودعت إلى توسيع نطاق اليوم العالمي للكم ليصبح حدثًا رسميًا يعترف بالأثر الكبير للعلوم الكمومية على الابتكار والنمو الاقتصادي في السعودية. كما شددت الدكتورة البحيران على أهمية التعليم في تطوير قوة عمل ومجتمع جاهزين للتكنولوجيا الكمومية، داعيةً إلى دمج مفاهيم الكم في البرامج التعليمية. ووجهت الشكر الصادق لجميع المشاركين على تفانيهم ورؤاهم، الأمر الذي ساهم في نجاح الفعالية، وأكدت من جديد على التزام مركز الثورة الصناعية الرابعة بالمملكة العربية السعودية بتقدم التكنولوجيا الكمومية وتعزيز التعاون في هذا المجال.
كما تضمنت الفعالية معرضًا شاركت فيه عدة شركات محلية ودولية بارزة مثل InfinityQ، وQuantum Brilliance، وQuantinuum، وIDQ، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (KACST)، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن (KFUPM)، وIBM Q، وPasqal. استعرضت هذه الشركات آخر التطورات في تقنيات الكم وتطبيقاتها في مجالات الاتصالات والحوسبة والمستشعرات. كما تم تقديم عروض حية وافتراضية تسلط الضوء على علم الكم، وأصوله، والمفاهيم الأساسية المرتبطة به، وتأثيره على حياتنا اليومية. يستمر المعرض في استقبال العامة والمدارس حتى 25 أبريل، مما يوفر فرصة ممتدة لاستكشاف آفاق تقنيات الكم.