فك شفرة التواصل بين خلايا الجسم باستخدام “الخميرة”
نجح فريق يقوده باحثون من جامعة غوتنبرغ السويدية في فك شفرة التواصل بين خلايا الجسم باستخدام خلايا الخميرة الشبيهة بالخلايا البشرية، ونشروا نتائج ما توصلوا إليه في العدد الأخير من دورية «Pnas».والتواصل بين الخلايا في أجسامنا أمر حيوي، فالعمليات التي تقوم بها الخلايا بشكل متزامن منسق مطلوبة لكي يعمل الكائن الحي، وتتمكن الأعضاء البشرية من أداء وظائفها، ويساعد فهم آلية هذا التواصل في علاج بعض الأمراض، مثل السكري من النوع الثاني.تقول كارولين بيك أديلز، الأستاذة بجامعة غوتنبرغ الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة أول من أمس: «نحن بحاجة إلى فهم السلوك المعقد للخلايا الذي يصعب دراسته، والذي تنتقل به الخلايا من العمل بصفتها أفراداً إلى العمل بصفتها جماعات».
وفي الدراسة، قام الباحثون برسم خريطة للآلية الكامنة وراء الاتصال الخلوي في عملية التمثيل الغذائي باستخدام «خلايا الخميرة» لأنها تشبه الخلايا البشرية، وانصب تركيزهم على متابعة العملية التي تعرف بـ«التذبذب الناتج عن تحلل الغلوكوز»، وهو سلسلة من التفاعلات الكيميائية تحدث في أثناء عملية التمثيل الغذائي. وأظهرت الدراسة كيف أن الخلايا التي كانت تتأرجح في البداية بشكل مستقل بعضها عن بعض قد تحولت إلى كونها أكثر تزامناً، مما أدى إلى تكوين مجموعات متزامنة جزئياً من الخلايا.
ويوضح بيك أديلس، الباحث المشارك بالدراسة، في التقرير ذاته الذي نشره الموقع الإلكتروني للجامعة: «أحد الأشياء الفريدة في هذه الدراسة أننا كنا قادرين على دراسة الخلايا الفردية، بدلاً من مجرد مجموعات خلايا كاملة، وقد سمح لنا هذا بأن نكون قادرين حقاً على رؤية كيفية انتقال الخلايا من سلوكها الفردي إلى التنسيق مع جيرانها. وهذا ساعدنا على رسم خريطة لسلوكهم، من حيث الوقت والمكان، أي عندما يحدث شيء ما وفي أي خلية».ويقول: «يمكن تطبيق هذه المعرفة في كثير من الأنظمة البيولوجية الأخرى والخلايا الأكثر تعقيداً، حيث يلعب سلوك الخلية المنسق دوراً مهماً، إذ يوجد هذا النوع من السلوك أيضاً في خلايا مثل خلايا عضلة القلب وخلايا البنكرياس التي يمكن أن تكون جزءاً مهماً من اللغز في أبحاث مرض السكري».