“مسار مكة” طريق “ملياري عصري” لمنظومة استثمارية جاذبة
من أحياء عشوائية تفيض بالسلبيات، وتخترقها أزقة حلزونية، تضم بيوتاً شعبية متهالكة، أكل عليها الدهر وشرب، تتسلل بينها حزم مخالفات لنظام الإقامة والعمل، وأسواق وافدة ومخالفة، تفوح منها روائح التجاوزات، إلى مدينة عصرية يقسمها طريق “مسار مكة” الذي تقع على جانبيه منظومة استثمارية حديثة، بمواصفات عالمية، لم تعرف من قبل في قبلة العالم مكة المكرمة من شأنها جذب استثمارات نوعية لأم القرى في مجالات الفندقة والتسوق والصحة والنقل.
وكشفت “جولة الرياض” أمس أن مسار مكة الذي يمتد بطول 3،5 كم وبعرض 60م، موازي لطريق الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الرابط بين مدينة جدة ومكة المكرمة في اتجاه الحرم المكي، والذي سيتحول إلى وجهة لاستثمارات كبرى الشركات العالمية، بدأت معالم بعض الاستثمارات في الظهور على أرض المشروع بعد سنوات طويلة من العمل في البنية التحتية.
ويتذكر المكيون، إلى عهد قريب، السنوات الطويلة، لمساحات هائلة من العشوائيات التي ضلت جاثمة على قلب أم القرى، وأشغلت الجهات الحكومية، بسوء تنظيمها، وكثرت التجاوزات فيها، فيما لم تستغل بطريقة اقتصادية تخدم قاصدي بيت الله الحرام ولخلق فرصاً استثمارية واعدة وآمنة.
وبدأ المشروع بأعمال حصر المنازل، التي تمثل الشعبية والخربة والمهجورة نسبة كبيرة منها، إضافة إلى تقدير التعويضات لأكثر من خمس سنوات مما وفر مساحة تزيد على 1،200 مليون متر2.
المشروع نفذ بشراكة من صناديق سيادية بنسبة 67% وشركات القطاع الخاص بنسبة 33% ويهدف إلى بناء بنية عملاقة غير مسبوقة في مكة المكرمة تخدم لمئات السنين مستقبلاً، وتم ربطه بمشروع جبل عمر ثم الوصول إلى منطقة الحرم المكي فيما يبلغ عدد الأنفاق المنفذة أكثر من أحد عشر نفقاً للمشاة.
ويركز المشروع على فصل حركة المشاة تماماً عن حركة المركبات ببناء بنية سفلية للطرق والمترو، والتبريد المركزي، وتمديدات المياه، الخدمات أرضياً، مما استغرق عدة سنوات.
وبتنفيذ مشروع مسار تتحقق أولى المشاريع العصرية التي عالجت ملفات الأحياء العشوائية الغارقة في الفوضى، والمخالفات، والمخالفين، بمشاريع عصرية مضادة، تحقق احتياج مكة المكرمة من التسوق، والخدمات العلاجية، والنقل الأرضي، والترفيه، والتوظيف، مما سيحولها إلى وجهة حقيقة لسكان مكة المكرمة ولقاصدي بيت الله الحرام في كل بقاع العالم الإسلامي.
ويضم المشروع أكثر 24 ألف شقة فندقية بمواصفات عصرية إضافة إلى 24 ألف غرفة فندقية وثلاثة أسواق مغلقة، تضم محلات لماركات تجارية عالمية ومطاعم ومقاهي، كما يضم المشروع قرابة 205 قطعة أرض مهيأة للاستثمار العصري مرتبطة بمنظومة خدمات أرضية من الماء والكهرباء والصرف والغاز وشبكات الاتصالات، وأنظمة للري والصرف الصحي وتجميع النفايات، ومياه الأمطار.
وسيكون من ضم المشروع مستشفى متخصص بمواصفات حديثة في التصميم والإدارة والتجهيز يضم 200 سرير، إضافة إلى مشاريع سكنية فندقية، تستوعب قرابة 160 ألف نسمة من سكان مكة المكرمة والزوار والحجاج والمعتمرين.