مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني يناقش كيفية توظيف الحوار في العالم الرقمي
خلال مشاركته في ملتقى مكة الثقافي في دورته الخامسة
نفّذ مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني عن بعد لقاء حواريا بعنوان “توظيف الحوار في العالم الرقمي”، وذلك يوم الأربعاء 5 رجب 1442هـ، الموافق 17 فبراير 2021م.
وجاء اللقاء ضمن مبادرة الحوار الرقمي التي ينفذها المركز في إطار مشاركته في فعاليات ملتقى مكة الثقافي الخامس المقامة تحت عنوان: “كيف نكون قدوة في العالم الرقمي؟”، ضمن جهوده في نشر مفاهيم الحوار والتعريف فيه بين جميع أطياف المجتمع المختلفة، واضطلاعا بمسؤولياته الاجتماعية لدعم جهود الجهات المهتمة بقضايا الشأن العام.
واستضاف اللقاء الذي أداره الأستاذ/ فايز البلوي مشرف المركز في منطقة تبوك، كلاً من الأستاذة/ مشاعل محمد الضلي، مشرفة المركز في منطقة الجوف، والاستاذة / وفاء بنت فارس الزهراني مشرفة المركز في محافظة الطائف، والأستاذة/ صالحة بنت عبد الله الجرعي، مستشار مدير عام تعليم عسير ومشرفة المركز في منطقة عسير.
وفي بداية اللقاء، أوضحت الأستاذة/ وفاء الزهراني أن العالم الرقمي بات يلعب دورا كبيرا في ترسيخ ثقافة الحوار بين مختلف أطياف المجتمع، مؤكدة أنه لتحقيق الاستفادة المثلى من هذا العالم الرقمي، لا بد من الالتزام الكامل بآداب الحوار وخاصةً مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبح العالم قرية صغيرة تضم تنوعاً كبيراً في الشخصيّات والآراء والأعراق والثقافات من مختلف أنحاء العالم.
وأشارت الزهراني إلى أن من آداب الحوار الإلكترونيّ احترام جميع وجهات النظر وتقبّلها، لافتة إلى أنه يجب على المتحاورين في الفضاء الإلكترونيّ الالتزام بمجموعة من الآداب التي تجعل حوارهم حضاريّاً وفعّالاً، وهيَ مجموعة من المهارات الاجتماعيّة الأساسيّة والضروريّة التي تهدف إلى التواصل الإيجابيّ بعيدا عن العنف والكراهية والعنصريّة.
فيما تطرقت الأستاذة/ صالحة الجرعي للحديث عن أهمية الحوار بين الثقافات والأديان في العالم الرقمي والتي بدأت تزداد يوما تلو الآخر، باعتبار الحوار أداة فعالة لنشر الوعي السليم وتعزيز التعايش المشترك ومواجهة العنف والصراعات والتوترات التي تهدد استقرار المجتمعات البشرية، وتؤجج الأزمات الإقليمية والدولية وتخِل بالسلام العالمي، وتؤثر سلباً على تقدم الشعوب.
وأكدت الجرعي أن أهمية ثقافة الحوار تنبع من قدرتها على الانتقال بالفرد من الجمود والنمطية وكراهية الآخر إلى حالة من التسامح والاعتدال والتقدير وتقوية العلاقات الاجتماعية والتلاحم والترابط، فهي تدفع الفرد لتقبل معتقدات الآخر وإن اختلف معه دينيا أو ثقافيا وجداله بالتي هي أحسن، لافتة إلى أهمية تعميم الفكر التشاركي الجماعي والتعددي وضرورة نشر القيم الإنسانية والابتعاد عن رفض الآخر وإقصائه.
من جهتها، قالت الأستاذة/ مشاعل الضلي إن تنوع وسائل الاتصالات وتفاوت خصائصها وطبيعتها زاد من حجم انتشار المعلومات، وتبادل البيانات بين مختلف قارات العالم بشكل تسبب في زيادة العبء المالي على الدول التي تسعى إلى تحقيق أمنها الوطني، ومن هنا ظهرت أهمية الأمن السيبراني الذي يعني أمن الفضاء المعلوماتي من كل جوانبه.
وأكدت الضلي أنه مع تطور وسائل تقنية المعلومات وتغلغلها في كافة مناحي الحياة، أصبح الأمن السيبراني مطلبًا حيويًا للمحافظة على خصوصية وسلامة تصرفات الأفراد والهيئات، حيث بات السلاح الأول المتخصص في الدفاع عن أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة والأنظمة الإلكترونية والخوادم في جميع الجهات الحكومية والخاصة، والخدمات التجارية والبنكية، والتعليمية، والصحية، والعسكرية.
الجدير بالذكر أن المركز يشارك في ملتقى مكة الثقافي في دورته الخامسة بالشراكة مع إمارة المنطقة، بإقامة ثمانية لقاءات افتراضية تسلط الضوء على عدد من القضايا الحوارية المختلفة التي تنسجم مع طبيعة الملتقى ومع رسالة وأهداف المركز لنشر وتعزيز ثقافة الحوار وترسيخ قيم التعايش والتلاحم.
وتناقش اللقاءاتُ التي يشارك فيها خبراء ومختصون عددا من المواضيع المهمة منها المعارف الرقمية وتأثيرها في المجتمع، وتوظيف الحوار في العالم الرقمي، وتأثير الحوار الرقمي في العملية التعليمية، والإبداع في الحوار الرقمي، والثقافة الرقمية وعملية التحول الوطني.
كما تسلط اللقاءاتُ الضوء على تأثير الثقافة الرقمية في المنظومة التربوية، والمواطنة الرقمية، بالإضافة إلى تعزيز الولاء الوطني ودوره في حماية النسيج المجتمعي.