ورشة “العلاج بالفن” في كتاب المدينة تحذر من مدعي العلوم الوهمية
تناولت ورشة “العلاج بالفن” التي أتت ضمن البرنامج الثقافي لأول أيام معرض المدينة المنورة الكتاب 2024، مفهوم العلاج بالفن، عبر تعرف هذا المفهوم، والعودة إلىجذوره التاريخية. واستعرضت الدكتورة هدى بنت عبدااله لقحطاني، الأستاذ المساعد للعلاج بالفن في جامعة طيبة، خلال تقديمها للورشة مجموعة من الأبحاث والدراسات التي أثبتت فعالية العلاج بالفن وأثره الإدراكي من حيث كونه علاجًا ونهجًا يُعزز الشفاء، والاستفادة من أعمق المشاعر الإنسانية، والكشف عنها عبر الفنون الإبداعية.
وبيّنت القحطاني، في الورشة النواحي التي يعتمدها العلاج بالفن وهي: الناحية العقلية وغالبًا ما تكون ظاهرة في جانب الرسم، والناحية الجسدية ونستطيع ملاحظتها في أبسط الطرق وهي مسكة القلم، والناحية النفسية من خلال ما يمر به الفرد من صدمات الطفولة كالتحرش والعنف، وما تكشفه الناحية العلائقية من مشاعر الحب والكراهية التي تتجلّى في الرسم، وأخيرًا الناحية العلاجية وهي ما تكون تحت إشراف المختصين.
واستعرضت القحطاني مجموعة من الرسومات للتدليل على قدرة المختصين في معرفة العمر العقلي، والشعور النفسي أيضًا، وما يكون من صدمات متوارثة في الطفل، وحتى طبيعة العلاقة العائلية بين الأفراد لكل ممارس للعلاج بالفن. وقالت: الفن هو أصدق الشعور خصوصًا الرسم لدى الطفل، فهو بالنسبة له الأكثر مصداقية لفهمه، بعكس البالغين لأنهم دائمًا ما يتعمدون إخفاء مشاعرهم والتلاعب بالرموز لتشتيت الآخر”.
ومارست القحطاني في ورشتها العلاج التحليلي بإشراك الموجودين في الورشة عبر الطلب منهم رسم عائلة من الإبل لتوضح لهم كيف يستطيع المعالج بالفن فهم نفسية الفردوالمؤثرات البيئية حوله، مشددةً على أهمية التفريق بين المراحل العلاجية بدءًا من التحليل، ثم التشخيص، ثم الإرشاد وانتهاء بالعلاج، ناصحةً ببعض المهارات العلاجية المساعدة مثل: التلوين، وألعاب التركيب، وفن الأوريجامي، والتشكيل بالطين.
وحرَّصت المتحدثة على توعية المشاركين وطالبتهم بالحذر عند استخدام منصات التواصل الاجتماعي التي امتلأت بالهواة الذين شاركوا المتخصصين والمحترفين في مرحلة التحليل، وغالبيتهم من مدعي العلوم الوهمية مثل: تحليل الخط والتوقيع وعلم الأبراج، مضيفةً: “أن كل علمٍ حتى يكون حقيقيًّا يجب أن يرتكز على قواعد وأسس علمية وليست توقعات تكهنية لا مرجع علمي لها”.