نائب أمير مكة يُكرّم الفائزين في مسابقة الملك عبدالعزيز لحفظ القرآن في دورتها الـ (44)
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ونيابةً عنه، كرّم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، بحضور معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، الفائزين بمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها الرابعة والأربعين، التي حظيت بمشاركة 174 متسابقاً من 123 دولة من مختلف دول العالم وبلغت جوائزها 4.000.000 ريال.
جاء ذلك خلال الحفل الختامي الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في رحاب المسجد الحرام، بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والفضيلة العلماء والمشايخ وسفراء الدول العربية والإسلامية، وعدد من مسؤولي الأجهزة الحكومية والقيادات الأمنية، وعدد من الدعاة وخطباء الجوامع بمنطقة مكة المكرمة.
وفي بداية الحفل استمع سموه والحضور لعدد من تلاوات المتسابقين، كما تم تقديم عرض مرئي عن المسابقة وأهدافها والمراحل التطويرية التي شهدتها خلال السنوات الماضية في ضوء الدعم المتواصل من القيادة الرشيدة والتنظيم المميز من قبل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بمتابعة وإشراف معالي الوزير الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ المشرف العام على المسابقة.
عقب ذلك ألقيت كلمة معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المشرف العام على المسابقات القرآنية المحلية والدولية الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، التي رحب في مستهلها بصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة وأصحاب السمو والمعالي والفضيلة والحضور.
وأكد معاليه أن هذه المسابقةَ القرآنيةَ التي تحمل اسم مؤسس هذه البلادِ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- لها تاريخٌ ممتدٌ في إعداد حُفّاظ كتاب الله تعالى في جميع أصقاعِ العالم، وما زال أبناءُ المسلمين يتنافسون بينهم في دولهم على حفظ القرآن الكريم وإتقانِه للترشح لها، مما يعطى أعظمَ الدِلالةِ على تميّزها واعتناءِ المسلمين بها لنيلِ شرفَ المشاركة، كونها تقام في بلاد دأبت على مدى التاريخ المعاصر في نشر الفضيلةِ وتصديرِ القيمِ النبيلةِ واضحت مضربَ المثلِ في العالم بعنايتها بكتاب الله عبرَ مسيرةٍ خالدةٍ سطرها التاريخ.
وأضاف معاليه: “لقد شارك في هذه المسابقة العالمية التي تعد دُرّة المسابقات القرآنية بالعالم منذ تأسيسها في عام 1399 للهجرة 6970 متسابقاً، مثلوا بلدانَهم وتنافسوا بجوار الكعبةِ المشرفة مهبط الوحي ومنبع الرسالة على حفظ القرآن وتجويده وفي هذه الدورةِ (الرابعةِ والأربعين) من دورات المسابقة، التي أقيمت في شهر صفر لهذا العام شارك من المتسابقين 174 متسابقاً من 123 دولة من مختلف قارات العالم، في دلالات واضحة على سمو قدرِها وعظمِ شأنِها في نفوس المسلمين بالعالم في إطار الدعم المتواصل لهذه المسابقةِ من لدن قيادةِ هذه البلادِ المباركة تضاعفت جوائزُها الماليةُ لتبلغ (أربعة ملايين ريال)، إضافة إلى الهدايا التشجيعية لجميعِ المشاركين في المسابقة حيث يبلغ مجموعُها قرابةَ (المليون ريال).
وبين الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، أن هذه المسابقةَ تأكيدٌ على عناية واهتمام المملكة العربية السعودية بأهل القرآن في أصقاع العالم الذين هم أهلُ الله وخاصته اتساقاً مع دستورها الذي قامت عليه وهو تحكيم الكتاب والسنة ليكونا منهجَ حياةٍ تميزت به عن باقي دول العالم.
وأوصى وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد جميع المتسابقين بالعمل بما علمتم واهتدوا بهدي القران الكريم لعلكم ترحمون وتعاهدوا القرآن بالمراجعة والاتقان وليكن هو دليلاً لكم ينيرُ طريقَكم إلى الرشاد، فإن من تمسك به نال الشرفَ والعز وحماه الله من تجار الفتن والحروب وأهل الزيغ والانحراف الفكري والعقدي من يحمل في قلبه القرآن، سيكون له سداً منيعاً من الانحراف في كافة صوره وأشكاله.
وسأل المولى عز وجل أن يجعلنا جميعاً من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته وأن يتغمدَ الملكَ عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود بواسع رحمته، وأن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- خيرَ الجزاء وأوفاه.
وقدم في ختام كلمته الشكر والتقدير لسمو نائب أمير منطقة مكة المكرمة لتكريم حفاظ كتاب الله سبحانه وتعالى من دول العالم, وللحضور من أصحاب السمو وأصحاب المعالي، ولأعضاء لجنة التحكيم، ولرؤساء الوفود من الدول العربية والإسلامية المشاركين.
وفي نهاية الحفل تم تكريم المتسابقين الفائزين في أفرع المسابقة الخمسة، كما تم تكريم المشاركين من المحكمين، ورؤساء اللجان العاملة في المسابقة، والجهات الحكومية.