حاكم الشارقة يفتتح المعهد الثقافي العربي في ميلانو
افتتح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أمس الأول، المعهد الثقافي العربي في مدينة ميلانو الإيطالية.
وقال الشيخ سلطان القاسمي: «كثير من المساعي وأصحاب العزائم يتوقون أن يخدموا لغتهم ودينهم وجنسهم، ولكن تطغى عليهم الأنانية والطائفية والكبرياء ولكن الخضوع لله وما بعده إلا للعلم، وأنا باحث ودارس للغة العربية التي بها عجائب من كلمات ومرادفات تشترك في معنى واحد ظاهرياً أو باطنياً».
وأوضح حاكم الشارقة أنه خلال بحثه بين المعاجم والقواميس العربية عن أصول هذه اللغة من حيث نشأتها ومرجعها، وجد من ادعوا أن هنالك لغة تسمى السامية استنبطوها من سام بن نوح وأن له ابناً يسمى آرام وهي أساساً إرم التي على وزن هرم وورم وتعني الأرض المرتفعة التي نزل بها قوم عاد بعد أن كانوا في أطراف عمان، وذكرت في قول الله عز وجل (ألمۡ تركیۡف فعل ربك بعادٍ * إرم ذات ٱلۡعماد)، ويقصد بها إرم التي بها الأعمدة وليس آرام بن نوح.
واضاف: «وضعوا هذه اللغة التي نتحدث بها موضع اللغات الثانية وقالوا كلها تشترك إن كانت حبشية أو عبرية، وأنا لم أقتنع بذلك وبدأت أبحث، في قول الله عز وجل (وإذۡ قال ربك للۡملـٰۤىٕكة إنی جاعلࣱ فی ٱلۡأرۡض خلیفةࣰۖ) أي الأرض كانت خالية، وفي قوله سبحانه وتعالى (وعلم آدم ٱلۡأسۡماۤء كُلها)، أي آدم عالم بكل شيء لأنه موجه من الله سبحانه وتعالى».
وأشار إلى أن نتيجة بحثه وجد أن اللغة العربية هي نفسها اللغة التي خرجت إلى الجزيرة العربية، معبراً سعادته الكبيرة مع كل اكتشاف يؤكد أن هنالك كلمات عربية أصيلة قد لا تستعملها الشعوب العربية لقدمها ولكنها موجودة في القواميس، لافتاً سموه إلى جهود إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية الذي سيكون في 125 مجلداً، يحتوي كل منهم على 750 صفحة، وسيفسر المعجم ما وجد في قاموس اللغة اللاتينية المترجم إلى العربية.
وعبرت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب عن سعادتها باللحظة التاريخية لافتتاح معهد الثقافة العربي في الجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس في ميلانو، مؤكدةً أن هذه المناسبة المهمة هي تجسيدٌ عمليٌ للإرادة الصادقة والرؤية الدائمة في تعزيز الحوار الثقافي والتعاون الأدبي بين الشارقة والعالم بأسره، والتواجد هنا اليوم يعني بداية فصلٍ جديدٍ في مسيرة الشارقة الثقافية والأدبية، مسيرةٌ تمضي بها الشارقة لتتخطى الحدود وتعبر القارات براية الأدب الذي طالما جمع القلوب ووحد العقول منذ الأزل.