دراسة: آلاف من المواد الخطرة تتسرب لجسم الإنسان جرّاء تغليف الأطعمة
أظهرت نتائج دراسة جديدة نشرت في Journal of Exposure Science أن أكثر من 3 آلاف مادة كيميائية ضارة تتسرب لجسم الإنسان جراء تغليف الأطعمة، دون أن تربطها بالتسبب في الإصابة بالسرطان أو أمراض أخرى.
حيث عثر الباحثون على آثار في عينات الدم والشعر، وحتى حليب الثدي، وتشمل المواد المكتشفة: المعادن والمركبات العضوية المتطايرة، ومواد البيرفلورو ألكيل والفثالات، والعديد من المواد الأخرى المعروفة بتعطيل الغدد الصماء والتسبب في السرطان أو أمراض أخرى.
وأصبح التعرض البشري للمواد الكيميائية الاصطناعية أمراً شائعاً في الحياة اليومية، سواء من خلال الأطعمة، والأدوية، أو المنتجات المنزلية والشخصية، وكذلك الملوثات البيئية، ويرتبط التعرض لبعض هذه المواد بزيادة انتشار الأمراض غير المعدية، مثل السرطان وأمراض الغدد الصماء.
ومن بين تلك المصادر تشكل مواد تغليف الطعام والمنتجات الأخرى التي تتلامس مع الأطعمة مصدراً كبيراً لهذه المواد الكيميائية، إذ تنتقل المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع هذه المنتجات إلى الأطعمة، ويتم استهلاكها بعد ذلك.
وتشكل العديد من هذه المواد الكيميائية خطراً على الصحة البشرية؛ نظراً لخصائصها الضارة مثل التسبب في السرطان، والطفرات الجينية، أو التأثير على القدرة الإنجابية، إلى جانب التأثيرات الهرمونية والقدرة على التراكم البيولوجي والبقاء في البيئة لفترات طويلة.
تشير الأدلة الشاملة الواردة في تلك الدراسة إلى وجود المركبات الكيميائية المرتبطة بالغذاء في عينات بشرية، بعدما تم العثور على 3601 مركب كيميائي من أصل 14402 مركب معروف، بنسبة 25%.
ويوضح التحليل أن 23% من المركبات المدرجة في قاعدة بيانات المواد الضارة و41% من المركبات في قواعد بيانات المركبات الكيميائية التي تتسرب في البيئة؛ قد تم تسجيل وجودها في البشر، أما المركبات التي ظهرت في كلا القاعدتين، فتشير البيانات إلى أن 67% منها قد تم العثور عليها في عينات بشرية.
كما تشير الدراسة إلى أن 75% من المركبات الكيميائية المرتبطة بالغذاء المعروفة لم يتم إدراجها في أي من برامج المراقبة الحيوية أو قواعد البيانات.
من ضمن المواد الكيميائية المكتشفة المركبات الفلورية، والمركبات العضوية المتطايرة، ومركبات أخرى مستخدمة في تغليف الأغذية والمنتجات البلاستيكية.
تختلف خطورة هذه المركبات وفقاً لخصائصها الكيميائية وتأثيراتها المحتملة على صحة الإنسان؛ فالمركبات العضوية المتطايرة مثل “ستايرين” تعتبر مصدراً للقلق الصحي، إذ صنفت العديد من الدراسات تلك المواد كمسرطنات، أما بالنسبة للمركبات الفلورية المشبعة، فقد اكتسبت هي الأخرى سمعة سيئة؛ بسبب تأثيراتها السامة على الصحة.
واكتشف الباحثون أيضاً وجود بعض المواد التي تشكل أيضاً تهديداً كبيراً للصحة العامة، وترتبط هذه المركبات بالنظام الهرموني في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض خطيرة، بما في ذلك السرطان، ويمتد تأثير هذه المواد إلى العديد من الأنظمة الحيوية في الجسم، وهو ما يجعلها أحد العوامل المسببة للعديد من الأمراض المرتبطة بالهرمونات.
في هذه الدراسة، تم التأكيد على أن التعرض البشري لبعض المركبات الكيماوية مرتبط بمواد التغليف الغذائي وغيرها من المواد الملامسة للأغذية. وتقول الدراسة إنه من المحتمل أن يكون البشر معرضين لعدد أكبر من هذه المركبات؛ مما تم الإبلاغ عنه.
وتسهم هذه الدراسة في سد الفجوات المتعلقة بالمعرفة المتعلقة بالتأثيرات الصحية الناجمة عن المواد الكيميائية الملامسة للأغذية، من خلال إنشاء قاعدة بيانات جديدة تشمل المواد الكيميائية التي تم رصدها في البشر، وتساعد هذه البيانات على إجراء البحوث الموجهة لفهم تأثير هذه المركبات على الصحة البشرية بشكل أفضل.