هل يمكن لغبار الماس المساعدة في تبريد الأرض والتخلص من الاحتباس الحرارى؟
كشفت دراسة حديثة نُشرت في Geophysical Research Letters، أن حقن غبار الماس في الغلاف الجوي قد يؤدي إلى تبريد الكوكب بمقدار 1.6 درجة مئوية.
وجاءت الدراسة بقيادة ساندرو فاتيوني، عالم المناخ في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، حيث يستكشف البحث ما إذا كان الماس، على عكس المواد المستخدمة بشكل شائع مثل الكبريت، يمكن أن يوفر طريقة أكثر أمانًا وفعالية لحقن الهباء الجوي في طبقة الستراتوسفير، وتهدف هذه الطريقة إلى عكس ضوء الشمس إلى الفضاء للتخفيف من الانحباس الحراري العالمي.
الماس مقابل الكبريت للتبريد
في حين تمت دراسة الكبريت كعامل تبريد – مستوحى إلى حد كبير من الانفجارات البركانية التي تحقن ثاني أكسيد الكبريت في الغلاف الجوي – فإن المادة تشكل مخاطر كبيرة، بما في ذلك استنفاد الأوزون والأمطار الحمضية، ومن ناحية أخرى، الماس خامل كيميائيًا ولن يساهم في هذه المخاطر، وقد أجرى فاتيوني وفريقه نماذج مناخية معقدة لتقييم تأثير المواد المختلفة، وقد برزت الماسات لخصائصها العاكسة وقدرتها على البقاء في الهواء دون أن تتكتل.
التكاليف الباهظة للماس
على الرغم من أن الماسات قد تقدم حلاً واعدًا، إلا أن تكلفتها تشكل عيبًا رئيسيًا، حيث تقدر تكلفة غبار الماس الصناعي بحوالي 500 ألف دولار للطن، فإن زيادة الإنتاج لحقن 5 ملايين طن سنويًا يتطلب التزامًا ماليًا هائلاً.
ووفقًا لدوجلاس ماك مارتين، المهندس في جامعة كورنيل، فإن تكلفة نشر غبار الماس من عام 2035 إلى عام 2100 قد تصل إلى 175 تريليون دولار، وهذا السعر يتجاوز بكثير الكبريت غير المكلف نسبيًا، والذي يتوفر بسهولة وأسهل بكثير في التشتت، ويقترح ماك مارتين أن الكبريت قد يظل المادة المفضلة نظرًا لتكلفته المنخفضة وسهولة استخدامه.
النقاش مستمر حول الهندسة الجيولوجية
لا يزال البحث في الهندسة الجيولوجية، بما في ذلك دراسة المواد البديلة مثل الماس، موضوعًا مثيرًا للجدال، ويزعم منتقدون مثل دانييل تشيكزو، وهو عالم متخصص في الغلاف الجوي بجامعة بيرديو، أن مخاطر العواقب غير المقصودة تفوق الفوائد المحتملة. ومع ذلك، تؤكد شوتشي تالاتي، المديرة التنفيذية لتحالف المداولة العادلة بشأن الهندسة الجيولوجية الشمسية، أن البحث ضروري لفهم جميع الخيارات الممكنة، وخاصة بالنسبة للدول الأكثر عرضة لتغير المناخ.