اكتشاف أبعد مصدر لإشارات راديوية فضائية على بعد 13 مليار سنة ضوئية
ساعد التلسكوب الكبير التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي، في اكتشاف المصدر الأكثر بُعداً للإشارات الراديوية في الفضاء، حيث قال العلماء إن ذلك المصدر هو “كوازار” (نجم زائف) لامع تنبعث منه موجات الراديو، ويقع على بعد 13 مليار سنة ضوئية.
وهذا يعني أن إشارات الراديو المنبعثة منه استغرقت 13 مليار سنة للوصول لكوكب الأرض، أي أن الإشارة الراديوية الأولى انبعثت من ذلك النجم بعد الانفجار الكبير بأقل من مليار سنة، ووصلت إلى الأرض الآن.
ويرجع تفسير ذلك إلى:
كما أن الضوء الذي يحمل معلومات حول النجم ويُشير إلى موضعه، يأخذ مليون سنة كاملة للوصول إلى الأرض، فإن هذا الكوازار يقع في أعماق الكون السحيقة على بعد نحو 13 مليار سنة ضوئية، وعليه فإن الموجات الراديوية التي وصلت منه الآن مُحملة بمعلومات، قد تكشف النقاب عن خصائص تشكل الكون في ذلك الزمان. هي باختصار معلومات من الماضي وصلت الآن فقط إلى حاضرنا.
ويمكن لذلك الاكتشاف أن يوفر أدلة مهمة لمساعدة علماء الفلك على فهم الكيفية التي تشكل بها الكون.
يشار إلى أن الكوازارات (النجوم الزائفة) هي أجسام ساطعة للغاية تقع في وسط المجرات، كبيرة الحجم، بعضها يبلغ حجمه نحو مليار ضعف حجم شمس الأرض، وتبث تلك النجوم الزائفة إشارات راديوية منتظمة يُمكن رصدها باستمرار بواسطة التلسكوبات العملاقة.
والكوازار المكتشف حديثاً، والذي أطلق عليه العلماء اسم “P172+18” يقع على بعد هائل من كوكب الأرض، إذ استغرق ضوؤه مليار سنة للوصول إلينا، أيّ أن العلماء الآن ينظرون إليه عندما كان عمر الكون نحو 780 مليون سنة فقط.