اكتشاف قطعة ذهبية تعود للعصر البرونزي المبكر في جنوب غربي ألمانيا
اكتشف علماء الآثار الذين يعملون في منطقة توبنغن في جنوب غربي ألمانيا أقدم قطعة ذهبية في المنطقة، وهي حلقة لولبية من الأسلاك الذهبية اكتُشفت في قبر امرأة من العصر البرونزي المبكر.ويقع قبر المرأة الذي اكتُشف به الذهب في مكان ليس بعيداً عن مجموعة من المدافن الأخرى التي تعود إلى العصر البرونزي المبكر في مستوطنة ما قبل التاريخ على قمة تل في بلدة كيرشبرغ الألمانية.
وتعد اكتشافات المعادن الثمينة من هذه الفترة نادرة جداً في جنوب غربي ألمانيا، ومن المحتمل أن يكون مصدر الذهب من مدينة كورنوال في جنوب غربي بريطانيا، ويقول علماء الآثار في دراسة نُشرت في العدد الأخير من دورية «عصور ما قبل التاريخ»، إنّ هذا الاكتشاف دليل مبكر بشكل غير عادي على التجارة بعيدة المدى في القطع الفاخرة للناس في ذلك الوقت.
وقاد الحفريات التي قادت لهذا الاكتشاف رايكو كراوس من معهد آثار عصور ما قبل التاريخ والقرون الوسطى في جامعة توبنغن، ويورغ بوفينغر من مكتب ولاية بادن فورتمبيرغ لإدارة التراث الثقافي ومقره في إسلنغن جنوب ألمانيا.
وخلال الحفريات، وجد الباحثون أن المرأة دُفنت في وضع الجنين، وهذا النوع من الدفن هو نموذجي في أواخر العصر الحجري الحديث بأوروبا الوسطى، والشيء الوحيد الذي عُثر عليه في القبر هي اللفة الحلزونية المصنوعة من الأسلاك الذهبية، وربما كانت تُستخدم لتزيين الشعر، ويشير ذلك إلى أنّ السيدة التي كان ترتديها تتمتع بمكانة اجتماعية عالية، ويؤرخ التأريخ بالكربون المشع للعظام أنّ صاحبتها عاشت بين (1850 و1700) قبل الميلاد، في العصر البرونزي المبكر.
ويقول تقرير نشره أول من أمس الموقع الإلكتروني لجامعة توبنغن، إنّ الذهب المكتشَف يحتوي على نحو 20% من الفضة، وأقل من 2% من النحاس، وله آثار من البلاتين والقصدير، ويشير هذا التكوين إلى سبيكة ذهب طبيعية نموذجية من رواسب الأنهار.
ويشير التقرير إلى أن نمط العناصر الموجودة في الذهب يشبه نمط الذهب من الرواسب في كورنوال جنوب غربي بريطانيا، تحديداً من منطقة نهر كارنون، وهو ما يعدّ دليلاً على وجود تواصل بين المجموعات البشرية في وسط أوروبا مع المناطق الأخرى خلال النصف الأول من الألفية الثانية قبل الميلاد.