البيئة والتقنيةالطبيعة

ابتكار تقنية جديدة للبحث عن الحياة فى كواكب أخرى

اكتشف العلماء في جامعة برن والمركز الوطني للكفاءة في البحث (NCCR) خاصية جزيئية بالغة الأهمية لجميع الكائنات الحية من طائرة هليكوبتر تحلق على ارتفاع عدة كيلومترات فوق سطح الأرض، حيث يستند الابتكار إلى حقيقة أن معظم الجزيئات في خلايا الكائنات الحية، مثل الحمض النووي، هي جزيئات غير متناظرة، كما يؤكد الباحثون، لكن هذه التماثلية الجزيئية هي خاصية مميزة للحياة، تسمى الأثر الحيوي.
 
وكجزء من مشروع MERMOZ نجح فريق جامعة برن والمركز الوطني للكفاءة في البحث NCCR، الآن في اكتشاف هذا الأثر من مسافة كيلومترين وبسرعة 70 كم / ساعة، وقد ذكر جوناس كون، مدير مشروع MERMOZ في جامعة برن: “إن التقدم الكبير يكمن في أن هذه القياسات أجريت في منصة متحركة ويمكنها كشف هذه البصمات الحيوية في غضون ثوانٍ”.
 
عندما ينعكس الضوء بواسطة مادة بيولوجية، فإن جزءاً من الموجات الكهرومغناطيسية للضوء سوف ينتقل إما في اتجاه عقارب الساعة أو عكس اتجاه عقارب الساعة. تسمى هذه الظاهرة الاستقطاب الدائري وتنتج عن تماثل المادة البيولوجية.
 
ولقياس هذا الاستقطاب الدائري، طور الفريق جهازاً مخصصاً يسمى مقياس الطيف ويتكون من كاميرا مزودة بعدسات خاصة وأجهزة استقبال قادرة على فصل الاستقطاب الدائري عن باقي الضوء، أطلق عليه اسم FlyPol، أوضح العلماء أنه في غضون ثوانٍ فقط من القياسات يمكنهم التفريق بين الحقول العشبية والغابات والمناطق الحضرية من طائرة هليكوبتر سريعة الحركة.
 
بعد اختباراتهم الناجحة، يتطلع العلماء الآن إلى المضي قدماً إلى أبعد من ذلك. الخطوة التالية هي إجراء اكتشافات مماثلة من محطة الفضاء الدولية (ISS)، ما يسمح بتقييم إمكانية اكتشاف البصمات الحيوية على مستوى الكواكب. وستكون هذه الخطوة حاسمة لتمكين البحث عن الحياة داخل وخارج نظامنا الشمسي باستخدام الاستقطاب.
 
ويمكن أن تتيح تقنية القياس أيضاً فرصاً لاستشعار الأرض عن بعد لتقديم معلومات حول الغابات أو أمراض النبات مثلاً أو في رصد تكاثر الطحالب السامة، والشعاب المرجانية، وتأثيرات التحمض عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى