“التخصصي” يطبّق تقنية “اليود المشع” بنجاح في علاج ” النيوروبلاستوما “
تمكن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض من تطبيق تقنية متطورة؛ تتمثل في تقنية العلاج باليود المشع 131 وذلك للسيطرة على نوع نادر من السرطان يسمى (النيوروبلاستوما، ورم الأورومات العصبية)، الذي يصيب الأطفال الرضع وحتى عمر 5 سنوات حيث يعد المستشفى الوحيد الذي يقوم بتطبيق هذه التقنية على مستوىالعالم العربي.
وأوضح الدكتور مهاب أياس استشاري أمراض الدم وأورام الأطفال بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض أن هذه التقنية عبارة عن مادة مشعّة تُعطى عن طريق الوريد للطفل المريض للمساعدة في القضاء على مرض (النيوروبلاستوما)، عندما يستعصي على العلاجات الأخرى، مشيراً إلى أن أنواع العلاجات التي تُطبق على هذا المرض هي علاجات كيماوية أو بالإشعاع أو بالعلاج المناعي، وكلها تستخدم قبل اللجوء للعلاج باليود المشع.
وبين أن هذا المرض يعد من أمراض السرطان النادرة التي تصيب الأطفال تحت 5 سنوات بسبب خلايا عصبية غير ناضجة توجد في عدة مناطق في جسم المريض مشيراً إلى أن المرض مميت إذا ما استعصى علاجه، كما أن المريض إذا لم يستجب للعلاج؛ فإن نسبة الشفاء منه ضئيلة جداً لافتاً إلى أن تطبيق هذه التقنية ساهم في السيطرة على تطور هذا المرض الخبيث.
وأضاف: “إن مرض (النيوروبلاستوما)، كان في الماضي مرضاً عضالاً، وكانت نسبة الشفاء منه قليلة جداً، وذلك منذ أربعة عقود تقريباً، ولكن في العقدين الأخيرين، ومن خلال إجراء العلاجات الكيماوية المكثفة، والإشعاع والجراحة، وزراعة نخاع العظم الذاتية، أصبح بالإمكان علاجه، ورغم ذلك هناك بعض الحالات المستعصية لهذا المرض والتي لا تستجيب لهذا النوع من العلاجات”.
وبين أن تطبيق تقنية العلاج باليود المشع 131 على مرض (النيوروبلاستوما)، تتم في غرفة معزولة وتحت مراقبة مكثفة، بإشراف طاقم طبي وتمريضي متخصص في الإشعاع، حيث تُعطى الجرعة الأولى للمريض عن طريق قسطرة مركزية، ثم تتم مراقبته ما بين 4 إلى 5 أيام، للتأكد من مدى استجابة المريض للعلاج، ثم يعطى المريض جرعة أخرى إذا حدثت الاستجابة المطلوبة.
وتابع أن هذه التقنية كانت ولا تزال تستخدم في علاج أمراض أخرى، ولكن استخدامها في علاج هذا المرض بالذات يعد أمراًجديداً، حيث كانت تُستخدم في علاج الغدد الصماء، وأورام الغدة الدرقية، ومؤخراً توصل المختصون إلى تطبيق هذه التقنية للسيطرة على مرض ورم النيوروبلاستوما.