تلسكوب هابل الفضائي يعلن عن إكتشاف مجرة غريبة على بعد 11 مليار سنة ضوئية من الأرض
اكتشف علماء الفلك بالصدفة مجرة جديدة على بعد 11 مليار سنة ضوئية من الأرض، باستخدام بيانات تلسكوب هابل الفضائي. وأشار العلماء إلى أنهم كانوا ينظرون إلى العنقود المجري، المعروف باسم SDSS J223010.47-081017.8، عندما وجدوا ما اعتقدوا أنه انعكاس دقيق للمجرة ومرافقتها واكتشف العلماء تكوينا غير معتاد لعدسة الجاذبية، حيث رصدوا جسمين ساطعين يبدو أنهما صورتان معكوستان لبعضهما البعض، فيما كان هناك جسم غريب الأطوار آخر في مكان قريب وبعبارة أخرى، هناك ثلاث مشاهدات لنفس المجرة من دون سبب واضح وأربكت هذه الملامح علماء الفلك لدرجة أن الأمر استغرق منهم عدة سنوات لكشف الغموض.
بمساعدة اثنين من خبراء عدسات الجاذبية، قرر الباحثون أن الأجسام الثلاثة كانت صورا مشوهة لمجرة بعيدة غير مكتشفة. لكن المفاجأة الأكبر كانت أن الأجسام الخطية كانت نسخا طبق الأصل من بعضها البعض، وهو حدث نادر ناجم عن المحاذاة الدقيقة لمجرة الخلفية ومجموعة العدسة الأمامية وتمكن تلسكوب هابل من الوصول إلى هذا الاكتشاف بفضل عدسة الجاذبية، التي تنبأت بها لأول مرة نظرية ألبرت أينشتاين للنسبية العامة وتحدث عدسة الجاذبية عندما تخلق كمية هائلة من المادة، مثل المجرات العنقودية، “مجال جاذبية يشوه ويكبر الضوء من المجرات الموجودة خلفه ولكن في نفس خط الرؤية”، وفقا لوكالة ناسا.
وهذا التأثير مشابه للنظر في عدسة مكبرة، ويسمح للباحثين باكتشاف المجرات المبكرة التي لا يمكن رؤيتها بعد باستخدام التكنولوجيا الحديثة وأطلق على الصور المنعكسة الآن اسم جسم هاملتون، نسبة لعالم الفلك تيموثي هاملتون من جامعة شوني ستيت في بورتسموث بولاية أوهايو، والذي توصل إلى هذا الاكتشاف وقال هاميلتون: ” لقد شعرنا بالحيرة حقا .. كانت فكرتي الأولى أنها ربما كانت تتفاعل مع المجرات بأذرع ممتدة بشكل مدَّي. لم يكن ذلك مناسبا حقا، لكنني لم أكن أعرف ما الذي أفكر به أيضا”.
وكان هابل يبحث في نوى المجرات النشطة، والمعروفة أيضا باسم الكوازارات، عندما صادف الصورتين اللامعتين اللتين بدتا كما لو كانتا انعكاسات لبعضهما البعض وقال ريتشارد غريفيث، المؤلف المشارك الرئيسي للدراسة، في بيان: “فكر في السطح المموج لحوض السباحة في يوم مشمس، يظهر أنماطًا من الضوء الساطع في قاع البركة” وأوضح: “هذه الأنماط الساطعة في الأسفل ناتجة عن نوع مشابه لتأثير عدسة الجاذبية. وتعمل التموجات على السطح كعدسات جزئية وتركز ضوء الشمس على أنماط متعرجة لامعة في الأسفل”.
وأضاف غريفيث: “تختلف عدسة الجاذبية هذه كثيرا عن معظم العدسات التي درسها هابل من قبل، لا سيما في مسح Hubble Frontier Fields للعناقيد. ليس عليك التحديق في تلك المجموعات لفترة طويلة للعثور على العديد من العدسات. في هذا الجسم، هذه هي العدسة الوحيدة التي لدينا. ولم نكن نعرف حتى عن الكتلة في البداية” وكشفت الصور أن المجرة تقع على بعد 11 مليار سنة ضوئية، بينما تقع الكتلة الأمامية المعروفة باسم SDSS J223010.47-081017.8 على بعد أكثر من 7 مليارات سنة ضوئية ويأمل علماء الفلك أن توفر ملاحظات “كائنات هاملتون” أدلة حول طبيعة المادة المظلمة.