قطوف من طرائف العربية.. هدية وصُلح
طرائف عربية: اشتهر تاريخ الأدب العربي بالعديد من الكتب التي خصصت للحديث عن طرائف ونوادر العرب؛ إذ تعد طرائف العرب ونوادرهم نافذة متخصصة في تجميع أروع ما حفظت لنا الكتب والسير والمراجع من نكت ومُلح وطرائف ونوادر وأمثال العرب.
هجا الشاعر الأحوص رجلا يقال له بشير، وكان مكثرًا؛ أي صاحب مال، فاشترى الأخير هدية ووفد بها إلى الفرزدق مستجيرا به، فأجاره، ثم قال: أين أنت من الأحوص؟
فقال: هو الذي أشكو، فأطرق الفرزدق، ثم قال: أليس هو الذي يقول:
ألا قف برسم الدار فاستنطق الرسما
فقد هاج أحزاني وذكرني نُعمى
قال: بلى.
قال الفرزدق: والله لا أهجو شاعرا هذا شعره.
فاشترى الرجل أنفس من الهدية الأولى، وقدم بها إلى جرير، فاستجاره فأجاره، فقال له: ما فعل ابن عمك الأحوص؟
قال: هو صاحبي الذي هجاني.
فقال: أليس القائل:
تمشي بشتمي في أكاريس مالك
يشيد به كالكلب إذ ينبح النجما.
قال: بلى، فقال جرير: والله لا أهجو شاعرا هذا شعره.
فاشترى بشير أنفس من الهديتين وأهداهما إلى الأحوص وصالحه.
