اليوم الوطني السعودي 91

الوطن كالأب يُبَر ويُحَب

الوطن كالأب بالنسبة للإنسان؛ ترعرع في كنفه وسقاه وأطعمه وكساه وعلَّمه وربَّاه ووفّر له الأمن والأمان والرخاء والاستقرار وأعطاه كل شيءٍ بلا مَنٍّ ولا أذى، فكما يستحق الأب من ابنه البِرَّ والحب والوفاء والتضحية، يستحق الوطن كذلك بل يجدر بالمواطن أن يفتدي وطنه بماله وروحه وعياله وليس ذلك بكثيرٍ عليه.

ومحبة الوطن من الإيمان، وواجبه على كل مواطنٍ كما هي واجبه على الابن تجاه أبيه من منطلق البر والوفاء والنبل ورد الجميل والإحسان والفضل.. وما أحوج وطننا اليوم وهو يمر بأحلك الظروف والمحن إلى وقفة المواطن معه، وولائه وإخلاصه له، ودفاعه ومنافحته عنه، وصدق الحب والغيرة والانتماء له (فعلاً، وعملاً، وقولاً) فلا خير في المواطن إذا لم يقف مع وطنه في الشدة والمحنة والبأساء والضراء، ولا خير فيه إذا لم يَغَر عليه من كل ما يُشاع ضده من الأكاذيب والأقاويل والأراجيف والدفاع عنه كدفاعه عن أبيه بما يملك من الحجة والبرهان والدليل، كلٌ حسب موقعه واختصاصه وثقافته ومقدرته وإمكاناته الذاتية.

ومهما قدَّمنا للوطن من العطاء، لا يوازي فضلاً واحدًا من أفضاله علينا وهو (الأمن)، فهذه النعمة التي يحسدنا عليها الكثير لا تُقدَّر بثمنٍ ولا يوازيها عطاء مهما كان حجمه ونوعه.

والشعب السعودي -ولله الحمد- أثبت أنه شعب مخلص لقيادته الرشيدة منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبد العزيز -طيَّب الله ثراه- إلى عهدنا الحاضر، فهاهم جنودنا البواسل يخوضون ضد العدو أشرس المعارك الحربية ويبذلون أرواحهم ودماءهم الزكية فداءً لهذا الوطن الذي لو دعا جميع أبنائه لجبهة القتال للبوا النداء طائعين، كل ذلك من منطلق الولاء وصدق الانتماء له وليس ذلك بغريبٍ على شعبٍ يكِنُّ لقيادته الحكيمة كل المحبة والإخلاص والتفاني والوفاء.

وما أحوجنا في هذه الفترة الحرجة من حياتنا إلى تقوية اللُّحْمَةِ الوطنية، والمزيد من التكاتف مع الوطن لنشكِّل مجتمعًا متماسكًا ومترابطًا، تسوده الألفة والمحبة والأمان، والوقوف صفًّا واحدًا ضد عدونا الخارجي الذي يهدد أمننا الوطني وسلمنا الاجتماعي لأغراضٍ دنيئةٍ وبغيضة.

ونسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار في ظل قيادتنا الرشيدة، ويقوِّي بيننا أواصر الألفة والمحبة والأخوَّة، ويبعد عنَّا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

بقلم/ عبد اللطيف الوحيمد

شاعر وكاتب ومؤلف
سفير منظمتَي السلام في النرويج والسودان
عضو هيئة الصحفيين السعوديين وهيئة الإعلام المرئي والمسموع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى