هاني الغفيلي: الإعلام هو محاولة إحداث أثر، ومسمى “إعلامي” صفة هُلاميِّة
في ديوانية "الاتصال المؤسسي" الثالثة بغرفة الأحساء
الديره/ عبداللطبف المحيسن
أكد هاني الغفيلي، المتحدث الرسمي السابق لوزارة الإعلام والمدرب المعتمد في الإعلام الرقمي، أن لقب “إعلامي” التي تُطلق على البعض أو ممن يصفون بها أنفسهم، هي صفة “هُلاميِّة”، شانها شأن كلمة “مُثقَّف” وغيرها من المسميات التي لا يمكن قياسها أو وضع معايير لها، ويتحفّظ على التسمية بها، مبينًا في الوقت نفسه أنه يفضّل ذكر المسميات التخصصية مثل محرر أو مراسل أو معد أو مذيع أو منتج وغيرها.
وأشار إلى أن كل الناس الذين يستخدمون وسائل التواصل اليوم، هم في حقيقة الأمر يمارسون أدوار إعلامية، مبينًا أن الإعلام اليوم أصبح هو من يبحث عن الناس، بعد أن كان لعقود مضت هو من تبحث عنه الناس.
جاء ذلك ضمن برنامج “ديوانية الاتصال المؤسسي”، في أمسيتها الثالثة تحت عنوان “الإعلام الريادي” والتي تُنظّمها غرفة الأحساء بالشراكة مع فرع هيئة الصحفيين السعوديين بالأحساء ضمن أمسيات الديوانية الشهرية الموجّهة للمختصين والممارسين والمعنيين في الأحساء وذلك بمجلس ضيافة الغرفة بحضور عدد من الأكاديميين والإعلاميين والمهتمين.
وفي بداية الديوانية أوضح خالد القحطاني، مدير الاتصال المؤسسي بالغرفة أن الديوانية هي احدى مبادرات الغرفة المهنية التنموية الهادفة لبناء منصة حوارية لتبادل المعارف والخبرات ونشر الوعي في مجالات الاتصال والإعلام، مؤكدًا أهمية الإعلام الريادي ودوره في نشر ثقافة وممارسات ريادة الأعمال والقصص الريادية الناجحة بما يحقق مستهدفات رؤية 2030.
وأوضح الغفيلي أن وسائل الإعلام مضطرة للتخلي عن بيئتها وشكلها القديم، بهدف التأقلم مع البيئة الرَّقْمِية والتطور التكنولوجي الجديد الذي جعل جمهورها يتحوَّل من متلقٍّ مستهلك إلى متواصل متفاعل ومشارك، مؤكدًا أن هذا التطور يجب ألا يخل بأخلاقيات المهنة وموضوعيتها ومصداقيتها.
وبيّن أن الإعلام هو محاولة إحداث أثر، وأنه سلاح ناعم بطبيعته المتغيّرة والمتطورة، موضحًا أن الإعلام الريادي الناجح يتطلب إيجاد توليفة توافقية منسجمة تمزج بين الإعلام والفرص الجديدة والرقمية والابتكار، مبينًا أنه جزء إبداعي من الإعلام الاقتصادي الذي يحث الناس على تحويل الأفكار والتوجهات نحو أنشطة قيمة مبتكرة وفرص ومشاريع جديدة تخدم المجتمع والاقتصاد.
وأشار إلى أن المتغيرات الإعلامية والرقمية، فرضتا ضرورة ابتكار منصات وآليات حديثة لعرض المحتوى الإعلامي بشكل متميّز وجذّاب وموثوق، لافتًا إلى أنه يؤمن بأن المصداقية أهم من الأسبقية في العملية الإعلامية، مبينًا أن مشكلة الإعلام التقليدي والصحافة الورقية ليست في الورق، بل في المحتوى ووسائل وطرق عرضه وتقديمه، لافتًا إلى ما يشهده معرض الرياض للكتاب سنويًا من زخم وحضور ومبيعات كبيرة.
وقال الغفيلي إن من أهم مصادر ومنتجات المحتوى الإعلامي اليوم، المدونات، الفيديوهات المباشرة، الكتب الإلكترونية، المحتوى الفكاهي، لقطات الشاشة، شهادات وآراء الزبائن، قوائم التفضيلات، الاستطلاعات والمسابقات والجوائز، التدوين الصوتي (البودكاست)، المواد التعليمية الرقمية، الأسئلة والأجوبة الأكثر شيوعًا، الصور الإبداعية، النصائح البسيطة، التفاعل مع الناس والمقابلات مع المختصين.
وفي نهاية الأمسية ناقش المشاركون الغفيلي حول مستقبل التحول الرقمي في الاعلام وأهمية تنظيم عمل ونشاط المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي ووسائط الإعلام الرقمي وأدوات قياس وتقييم الأداء والأثر الإعلامي.
يُذكر أن برنامج “ديوانية الاتصال المؤسسي” يهدف إلى دعم تجارب وممارسات الإعلام والاتصال المؤسسي في مختلف الهيئات والمؤسسات بالأحساء ومواكبة المستجدات الفنية والتقنية في وسائل الاتصال والإعلام