الأميرة هيفاء آل مقرن: المملكة أكبر داعم ومعزز لحضور اللغة العربية في اليونسكو
أكدت صاحبة السمو الأميرة “هيفاء بنت عبدالعزيز بن محمد” مندوب المملكة الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، أن المملكة تعد أكبر داعم ومعزز لحضور اللغة العربية في اليونسكو، عبر مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، الداعم والمحرك الأساسي لخدمة اللغة العربية في مقر اليونسكو.
وأوضحت سموها في كلمة لها خلال ندوةٍ افتراضية لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية اليوم تحت عنوان (مجامع اللغة العربية ومؤسساتها: الواقع والمأمول)، على هامش الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، أن مساعي المملكة توجت باعتماد المجلس التنفيذي ليوم الـ 18 من ديسمبر ليكون يومًا عالميًا للاحتفاء بلغة الضاد، بمقترحٍ من المملكة ومملكة المغرب الشقيقة التي كانت حينها رئيسةً للمجموعة العربية.
مشددة على أن صون اللغة هو صونٌ للهوية والثقافة، قائلة: “إن من يتصفح تاريخ الأمم والشعوب، يرى أن ضياع الأمة يبدأ بإضاعتها للغتها، وأن عدم اندثار اللغة العربية يجيء لحفظ الله عزّ وجل لها بحفظ القرآن الكريم، ونحمل نحن على عاتقنا مسؤولية تعظيمها في نفوس أبنائها، وترسيخ دورها بمد الجسور بين مجتمعاتها فهي الهوية والسبيل لمواصلة بناء صروح الثقافة والحضارة التي بناها أسلافنا، فبصونها نضمن غدًا أفضل”.
معرجة على محور هذا العام “المجامع اللغة العربية: ضرورةٌ أم ترف”، بتأكيدها الحاجة للمجامع اللغوية لقيادة زمام هذه المرحلة، ووجودها اليوم أهم مما مضى؛ لازدياد العوامل المهددة للغة وانتشارها، مشيدةً في هذا الصدد بجهود مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية ومساعيه الرامية لخدمة اللغة عبر تعليمها لغير الناطقين بها.
من جهته، تحدث الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية الأستاذ الدكتور “محمود بن إسماعيل صالح” عن العربية ليست كسائر اللغات، فقد كرمها الخالق بأن جعلها وعاءً لرسالته، كما أنها اللغة الوحيدة التي لم يطرأ تغيير جوهري عليها منذ أكثر من خمسة عشر قرنًا من الزمان، موضحًا أن دور المجامع والمؤسسات العلمية الأخرى هو المحافظة على اللغة ورعايتها وتنميتها لمواكبة مطالب العصر وحاجة مستخدميها، وأن العارفين بالمجامع والمؤسسات اللغوية في العالم العربي، يؤكدون ضرورة وجودها للحفاظ على اللغة العربية وتنميتها، في حين أن الذين يجهلون حقيقة هذه المؤسسات اللغوية وما تبذله من جهود قد يظنون أنها ترف أكاديمي يمكننا الاستغناء عنه.
وكانت الندوة التي حضرها نخبة من الأكاديميين والمختصين وممثلي المجامع اللغوية، وشملت ثلاثة جلسات، الأولى للتعريف بمجامع اللغة العربية والمؤسسات اللغوية السعودية، والثانية بعنوان “دور المؤسسات اللغوية في خدمة المجتمع وتلبية احتياجاتها”، فيما حملت الجلسة الثالثة عنوان “التنسيق والتكامل بين مجامع اللغة العربية والمؤسسات اللغوية الأخرى”.