إمام المسجد النبوي: الرفق ملاذ من المخافات والآفات
حث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير – في خطبة الجمعة – على الرفق في الأمر كله مؤكدا أنه ملاذ من المخافات والآفات، مشيرا إلى أن الرفق هو لين الجانب ولطافة الفعل وحسن الصنيع وتقديم المداراة والملاينة وترجيح المقاربة والدفع بالتي هي أحسن وترك الإغلاظ والعجلة ومجانبة العنف والحدة والشدة ومباينة الفظاظة والصلف والقسوة في الأقوال والأفعال والخروج عن حد الاعتدال وأخذ الأمر بأحسن الوجوه وأيسرها وأسهلها.
وقال : ترفقوا بآبائكم وأمهاتكم وكبرائكم وشيوخكم والطاعنين في السن منكم وقدموهم وأكرموهم وعظموهم وارفعوهم ، ترفقوا بالعجزة والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة وأعينوهم وقربوهم وأدنوهم ترفقوا بالفقراء والضعفاء والمساكين واحنوا عليهم وأغنوهم ترفقوا بالنساء والأطفال وارحموهم وأدوا حقوقهم ترفقوا بالأجراء والعمال والخدم الذين جعلهم الله تحت ولايتكم وكفالتكم لا تكلفوهم ما لا يطيقون ولا تمنعوهم ما يستحقون ولا تسمعوهم ما يكرهون ، ترفقوا بالدواب والعجماوات.
وأضاف: أنفس الأعلاق حسن الأخلاق والرفق واللين زينة الشمائل وحلية الفضائل والرفق رأس الحكمة وحصن السلامة وسمت العاقل وسمة الفاضل وجناح النجاح ، قال صلى الله عليه وسلم : ” من أعطي حقه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حُرم حظه من الرفق حُرم حظه من الخير”.
وتابع : إذا أراد الله بأهل بيت خيراً دلهم على باب الرفق، وما حرم أهل بيت الرفق إلا حرموا الخير، وما أحسن البيوت يزينها الرفق ويلفها اللين ويجملها العطف والبر والحنان وتغشاها السكينة والطمأنينة وما أتعس البيوت يزلزها الضجاج والجدال وتفسدها المشارّة والمشاغبة وتهدمها المخاصمة والمفاتنة .
وأضاف : من الرفق المطلوب واللين المرغوب الرفق بالمتعلم والجاهل والسائل وملاطفتهم وإيضاح المسائل لهم وإبانة الحق وتلخيص المقاصد وترك ما لا يحتملون وعذرهم فيما يجهلون وتعليمهم مالا يعلمون بالرفق واللين لا بالغلظة والجفوة والتعالي .