الأخبار والأحداثالمحلية

مزارع المانجو الجيزانية تنافس الأسواق العالمية

تشتهر منطقة جازان بزراعة المانجو وتتنوع منتجاتها بأكثر من أربعين نوع من أشجار المانجو بتنوع مزارعها بين محافظات المنطقة وتوسع في زراعة المانجو تصاعديًا، وزاد عدد أشجار المانجو مِن 250 ألف شجرة تنتج 18 ألف طن في 2005م ليصل إلى مليون شجرة تنتج أكثر من 65 ألف في العام الحالي ليصل بإنتاجه إلى مختلف أرجاء العالم، وذلك من بين أنواع المنتجات الزراعية الأخرى التي يزرعها أهالي المنطقة نظير عوامل التربة الصالحة للزراعة والمياه الجوفية الغزيرة التي جعلت هذه الشجرة الاستوائية يصل عمر البعض منها إلى 50 عاماً تستجيب للزراعة في جازان.

ويُعد المانجو رافدًا اقتصاديًا قويًا للمزارعين، ويتفاوت حجم المحصول من عام إلى آخر بحسب عدد المزارعين، إذ يبدأ المزارع في العمل على توفير السبل الكفيلة من سماد ورعاية كاملة بالشجرة حتى يحصل على أكبر كمية من المنتج، علمًا أن المزارع يحظى بدعم كامل من الدولة من خلال توفير القروض الزراعية الميسّرة له وتحليل المياه ومدى صلاحية التربة لتوفير بيئة مناسبة لزراعة المانجو . ويوجد في جازان عدد كبير من أصناف المانجو، وتختلف هذه الأصناف فيما بينها من حيث الطعم والحلاوة والحجم والرائحة العطرية واللون ونسبة الألياف وكمية الإنتاج وموعده، وفيما عدا الصنف السوداني وأصناف زبدة والهندي ونجوى المصرية تأتي الأصناف الأكثر انتشاراً في المنطقة من أصناف أمريكية الأصل، وتم جلب هذه الأصناف مع أصناف أخرى من قبل مركز أبحاث الزراعة، وقام المركز بتجربة زراعة هذه الأصناف بمحطة تجارب حاكمة لأجل أقلمتها والتحقق من صلاحيتها في منطقة جازان، وتم تقييم هذه الأصناف من المشروع على أساس كمية المحصول والحجم ونسبة الألياف وحجم البذرة والطعم والنكهة والحلاوة وحجم الثمرة، كما تم إجراء تحليل كيميائي للثمار للتعرف على محتواها، وتوصل المشروع إلى نتائج تم بموجبها اختيار الأصناف الأفضل لجازان، والتي تم إكثارها في المشروع ووزعت شتلاتها على المزارعين في المنطقة.

وخطت منطقة جازان خطوات واسعة في تطوير زراعة المانجو والتوسع في إنتاجه بزيادة أعداد المُزارعين، وأعداد المَزارع والأشجار وزيادة كميات الإنتاج، محققة بذلك أحد مستهدفات “رؤية المملكة 2030″، عبر برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة الذي أطلقته وزارة البيئة والمياه والزراعة بهدف تحسين القطاع الريفي الزراعي، والإسهام في رفع مستوى معيشة الأسر الريفية وزيادة الكفاءة الإنتاجية وتحسين نمط الحياة، وتحقيق الأمن الغذائي، ومن ذلك دعم زراعة المانجو.

وتزخر أسواق جازان هذه الأيام بتاج فاكهتها الاستوائية التي تشتهر المنطقة بزراعتها ، حيث بدأ المزارعون بعرض إنتاجهم للبيع ، لتستقبله المناطق الأخرى وأسواق عالمية تباعا مع ذروة الموسم الذي يعطر أجواء جازان بعبقها المحبب ، وصولا إلى مهرجان المانجو الذي ينطلق برعاية سمو أمير المنطقة واهتمام سمو نائبه.

وتمتاز أشجار المانجو بوفرة إنتاجها ، ويتوقع مزارعو المانجو بالمنطقة زيادة في كميات ثمار المانجو الناضجة خلال الأسابيع القادمة مع ارتفاع درجة الحرارة، التي بدأت في الارتفاع التدريجي ما سيسهم في عرض أصناف متعددة من المانجو ومنها التومي أو ما يسمى بقلب الثور ، والجل، والجلين، والزبدة، وأبو صنَارة، والكنت، والكيت، والبلمر، والسنسيشن، والباكستاني، والهندي الخاص، والفاو الزل، والفندايكي، والسوداني”.

ويُعرف “مهرجان المانجو والفواكه الاستوائية” اختصاراً باسم “مهرجان المانجو” ويعد مهرجانا سياحيا ، ويختص بشكل أساسي بعرض أصناف مختلفة من المانجو بشكل أساسي إلى جانب عدد من الفواكه الاستوائية وأبرزها التين والبابايا والجوافة والموز التي تنبت في المنطقة. كما يتخلل المهرجان عدد من الفعاليات المصاحبة.

واشتهرت جازان بمهرجان المانجو الذي بدأت أول نسخة له عام 2005م، ثم اتسع شيئاً فشيئاً، حتى أصبح إحدى المحطات العالمية للمانجو ، لأنه يسوق لعلامة تجارية مميزة وليس مانجو عادية.. ولهذا نالت المانجو جازان أو مانجو السعودية صيتاً وسمعة كبيرة ، ويحتفي الأهالي بالمهرجان من خلال عرض إنتاجهم الذي وصل إلى العالمية، وتسويقه داخل وخارج المنطقة.

وأوضح أحد المزارعين بمحافظة بيش بمنطقة جازان المزارع عبدالمحسن مسدف قنعان بأن منطقة جازان تشتهر بالزراعة في شتى المجالات وتنوع الزراعة فيها من الفواكه الاستوائية مثل المانجو والبابايا والليمون والجوافة والبرتقال والموز والحبحب والشمام وكذلك زراعة الذرة الرفيعة التي تشتهر محافظة بيش بزراعتها والسمسم وبعض من الخضار وهذه في المناطق الساحلية وزراعة البن وبعض الزراعة الجبلية تشتهر بها المناطق الجبلية شرق منطقة جازان .

وأكد القنعان بأن زراعة المانجو شترط لنجاح زراعتها توافر عدة عوامل، أولها الأرض الزراعية المناسبة، حيث تُعد الأراضي الصفراء الخفيفة أو الطميّة العميقة جيدة الصرف ومعتدلة الحموضة والأراضي الحصوية والأماكن المناسبة لزراعة المانجو، مع توافر الأجواء ذات الحرارة العالية نسبيًا حيث تنمو أشجارها عند توافر الرطوبة الجوية والأرضية، وتقلل الرطوبة الجوية من احتراق الأوراق نتيجة لارتفاع درجة الحرارة، مع مراعاة وجود فترة جفاف أثناء تكشف البراعم الزهرية والتزهير ونضج الثمار وهو ما يتوافر في جازان.

وأضاف عبدالمحسن قنعان بأن أنواع من المانجو تعود إلى أصول باكستانية وهندية وسودانية ومصرية وبرازيلية وكذلك البابايا تعود البعض منها إلى أصول برازيلية وهي أجود أنواع البابايا عالمياً ونجحت جازان في زراعتها بل فاقت التوقعات عن بلدانيها الأصلية حيث يصل سعر البذور للبابايا البرازيلية إلى تسعة الآلف ريال سعودي للكيلو الواحد . وكذلك الموز البلدي الذي يتميز بطعمه ولونه ورائحته العطرية .

ويبدأ موسم إنتاج المانجو في جازان منتصف شهر مارس، ليبلغ ذروته في شهر مايو، حيث يمتاز إنتاج مزارع جازان بجودته العالية وقدرته التنافسية في مختلف الأسواق العالمية، وقدرته على تحمل الشحن والتصدير وبخاصة أصناف لانقرا وملكا وكيسر وفلنسيا وبرايد وبنشان، والأصناف المشهورة الأخرى .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى