بئر أريس.. سقوط الخاتم واستشهاد الخليفة الثالث
تقع بئر أريس التاريخية ملاصقة لمسجد قباء في الجهة الغربية وتسمى بالخاتم ارتباطا بحادثة سقوط خاتم الخلافة من عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو الخاتم الذي لبسه النبي صلى الله عليه وسلم وخليفتيه الصديق والفاروق رضي الله عنهما, وقد تم البحث عنه ثلاثة أيام دون أن يعثر عليه, وعد بعض المؤرخين في سقوطه إشارة للفتنة التي انتهت بمقتل الخليفة الراشد ظلما وعدوانا في داره، والبئر التي سميت باسم من حفرها ابتداء مذكورة في الآثار الصحيحة حيث جلس النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على حافتها ودلى رجله الشريفة فيها , وتوضأ منها، وكان بابها من الجريد, ولما أذن بدخول أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم بشر كل واحد منهم بالجنة, ويذكر الرحالة العياشي أن البئر كانت في حديقة غربي مسجد قباء وأن ماؤها غزير يسنى منه إلى بركة في الحديقة، وفيها أنواع الفواكه والأشجار، وبها عنب كثير قلما يدخل أحد للزيارة في وقت العنب إلا ويشتريه ويأكله فيها حتى ظن بعض العوام أن ذلك من القربات، ويشير المؤرخ عبدالقدوس الأنصاري رحمه الله إلى أن ماء البئر كان غزيرا عذبا خفيفا لأنه نابع من الصخور , وعمقها 12 مترا , وفي أسفلها فتحتان يجريان منهما الماء إلى قاع البئر، وفتحة ثالثة توصلها إلى مجرى العين الزرقاء، لافتا إلى أن تاريخ حفرها مجهول وأنها كانت مطوية بالحجارة المنحوتة المطابقة، تعلوها قبة عالية مجصصة داخلاً وخارجاً، ويستخرج الماء منها بواسطة السواني.