علبة “كوكا كولا” تكفي لاستيعاب فيروس “كورونا” المستجد الموجود في العالم
قام باحث بريطاني مختص في علم الأحياء الرياضي، بإجراء حساب تقريبي للحجم الإجمالي لفيروس “سارس2” الموجود في العالم كله.وقال الباحث كريستيان ياتس: إنه “طلب منه سابقا في مقابلة معه على راديو “بي بي سي” في حصة “فور شو مور أور لاس”، أن يقوم بحساب الحجم الإجمالي لـ “سارس 2″ الموجود في العالم، ولم يكن لديه أي فكرة عن الإجابة”. وفقا لما نقلته صحيفة “ذي كونفيرسايشن” البريطانية وقال ياتس: إن “زوجته اقترحت في بداية الأمر، أن يكون حجم الفيروس الموجود في العالم بأكمله، بحجم مسبح سباحة أولمبي أو ملعقة قهوة صغيرة”وأوضح ياتس، بأنه قبل الشروع في هذه الرحلة العددية الخاصة بحساب حجم الفيروس في العالم على شكل مجسم رياضي، وضع تقدير تقريبي قائم على الافتراضات الأكثر منطقية”.
وقال ياتس: إنه وفقا لموقع الإحصائيات على الويب (Our World in Data)، فإن “نصف مليون شخص يختبرون إصابتهم بكوفيد كل يوم. ومع ذلك، فإننا نعلم أن العديد من الأشخاص لن يتم تضمينهم في هذا العدد، لأنهم لا يعانون من أعراض أو يختارون عدم الخضوع للاختبار أو لأن الاختبارات على نطاق واسع ليست متاحة بسهولة في بلدهم” وباستخدام النمذجة الإحصائية للوباء، فقد قدّر معهد القياسات الصحية والتقييم أن “العدد الحقيقي للأشخاص المصابين بالفيروس هو أكثر من 3 ملايين يوميا”.وتعتمد كمية الفيروس التي سيحملها كل شخص مصاب حاليا معه على المدة التي أصيب بها. ففي المتوسط، يُعتقد أن الأحمال الفيروسية ترتفع وتصل إلى ذروتها بعد ستة أيام تقريبا من الإصابة، وبعد ذلك تنخفض بثبات.
وقال ياتس: إن “آخر شيء نحتاج إلى معرفته هو عدد جزيئات الفيروس التي يأويها الناس في أي وقت أثناء الإصابة، لأننا نعرف تقريبا كيف يتغير الحمل الفيروسي بمرور الوقت، فإنه يكفي أن يكون لدينا تقدير مسبق لأقصى ما يمكن أن يصله الحمل الفيروسي” وتابع: “الأحمال الفيروسية القصوى من مليار إلى 100 مليار جزيء فيروسي، وفقا لدراسة أجريت على قرود مصابة بالفيروس”.ثم أوضح ياتس، كيف يمكن حساب الحجم الإجمالي باستخدام الحمل الفيروسي اليومي في العالم، فعندما تضيف جميع المساهمات إلى الحمل الفيروسي لكل من 3 ملايين شخص أصيبوا في كل يوم من الأيام السابقة (بافتراض أن معدل 3 ملايين ثابت تقريبا)، فإننا نجد أن هناك ما يقرب من اثنين كوينتيليون (2 × 10¹⁸ أو اثنين مليار مليار) جزيئات فيروسية في العالم في أي وقت.
وقال: إنه “تقريبا نفس عدد حبات الرمل على الكوكب. ولكن عند حساب الحجم الإجمالي، علينا أن نتذكر أن جسيمات سارس “كوفيد-2″ صغيرة للغاية”.وتقديرات القطر تتراوح من 80 إلى 120 نانومتر. (نانومتر واحد هو جزء من المليار من المتر). إذن، نصف قطر “سارس 2” أرق ألف مرة من شعرة الإنسان، وسنستخدم متوسط القيمة لقطر 100 نانومتر في حساباتنا اللاحقة.ولحساب حجم جسيم فيروس كروي واحد، نحتاج إلى استخدام الصيغة الخاصة بحجم الكرة (نصف القطر × (4/3) × π)، وبافتراض أن نصف قطر 50 نانومتر لـ “سارس 2” لقيمة س ، فإن حجم جسيم الفيروس الواحد يصل إلى 523000 نانومتر وتابع الباحث ياتس: “وبضرب هذا الحجم الصغير جدا في العدد الكبير جدا من الجسيمات التي حسبناها سابقا، وتحويلها إلى وحدات، سيعطينا حجما إجماليا يبلغ حوالي 120 مل. فإذا أردنا تجميع كل جزيئات الفيروسات هذه معا في مكان واحد، سنحتاج إلى تذكر أن الكرات لا تتجمع معا بشكل مثالي. وبالتالي، يمثل الحجم الإجمالي المجمّع لجزيئات سارس “كوفيد-2” حوالي 160 مل، وهو صغير بما يكفي ليلائم حوالي ستة أكواب زجاجية، أي قارورة كوكا كولا.