انطلقت يوم أمس السبت فعاليات مهرجان الشنة في نسخته الخامسة والذي تشرف عليه الهيئة الملكية لمحافظة العُلا بالتعاون مع مجموعة تراث العلا الشعبي ، وهذا المهرجان يعد ضمن موسم التمور في العلا .
فموسم العلا للتمور يبدأ منذ شهر أكتوبر وينتهي بتنفيذ فعالية الشنة كختام للموسم حيث يتم تعريف الزوار بطريقة صناعة المجلاد والشنة؛ التي كانت تستخدم قديماً للاحتفاظ بالتمور، ولا يزال استخدامها مستمراً في الوقت الراهن من قبل مزارعي التمور.
تعد الشنة صناعة ووسيلة قديمة كانت تستخدم احفظ التمور والمنتجات الزراعية الأخرى ، حيث ابتكرها الآباء والأجداد كوسيلة للحفاظ على التمور في زمن لم تكن فيه الثلاجات متاحة، وهي جزء من التراث الزراعي الذي اشتهرت به العلا، مما يبرز أهمية هذا المنتج في حياة الآباء والأجداد.
وتُصنع الشنة من جلد الأغنام، الذي يتم تنظيفه وتجفيفه بعناية لضمان جودته، ويُبلّل الجلد بالماء ليصبح مرنًا، ثم يوضع داخله التمر بعد تنظيفه وتجفيفه أيضًا، وعند ذبح الأغنام وسلخ جلودها، يتجنب الحرفيون إحداث أي قطع أو ضرر، لضمان حفاظ الشنة على سلامتها وقدرتها على حفظ التمر لمدة طويلة.
وعند وضع التمر في الشنة، تُغلق بإحكام باستخدام جريد النخل، وتُعرض بعد ذلك في الشمس لمدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين، أو شهر، حتى ينزل منها “الدبس”، الذي يُشبه العسل ويُعتبر خلاصة التمر، وبعد هذه العملية، يُمكن أن تُحفظ التمور داخل الشنة لمدة تصل إلى ستة أشهر أو عام كامل، محافظين بذلك على جودتها ونكهتها الطبيعية.
يُذكر أن موسم التمور بالعلا يستمر من 18 أكتوبر إلى 9 نوفمبر، ويشكل هذا الحدث فرصة لإحياء تراث الأجداد، وتعريف الزوار بالأساليب التقليدية لحفظ التمور.