تحدثنا في الجزء الأول من مقال: “الملك سلمان، القائد الأب في الزمن الصعب”، عن الإنجازات التي تحققت منذ اعتلائه سدة الحكم، والتطورات الحاصلة في كافة المجالات؛ مما عاد بالازدهار على كافة مناحي الحياة.
يمكنكم الاطلاع عليه من الرابط التالي:
[button color=”blue” size=”big” link=”https://aldira.net/?p=3901″ icon=”” target=”false” nofollow=”false”]اضغط هنا [/button]
وفي الآتي نستعرض الجزء الثاني من المقال:
أما على صعيد الإصلاحات الاجتماعية، فقد مكَّن الملك سلمان قائدنا في هذا الزمن الصعب، المرأة التي تمثل نصف المجتمع وتنجب نصفه الآخر، من المشاركة الفعالة في تنمية بلادها، فأثبتت جدارة أدهشت العالم أجمع، ومثَّلت بلادها سفيرة مقتدرة متمكنة في أعظم دول العالم لأول مرة عبر تاريخها المجيد.
أما الشباب الذين هم عدَّة المستقبل، ورجال الغد الواعد وأمهاته، فلم يكن لقائد مثل الملك سلمان أن يغفل عنهم، فاهتم بأبناء البلاد المبتعثين للدراسة في الخارج، الذين ينتشرون في أكثر من أربعين دولة، تشمل قارات العالم كلها تقريباً، وأصدر أوامره الكريمة بإلحاق الدارسين على حسابهم الخاص بزملائهم المبتعثين على حسابه الشخصي؛ إضافة إلى دعمه اللا محدود للجامعات والمعاهد والمراكز العلمية والثقافية والأندية الرياضية؛ فحقَّقت الرياضة في عهده الزاهر الميمون هذا، نجاحات غير مسبوقة، فبجانب تأهل الأخضر للمشاركة في كأس العالم، شهدت بلادنا تنظيم عدد من البطولات العالمية في مختلف أنواع الرياضة.
أما فيما يتصل بشأن الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة التي تمثل ذروة سنام رسالة بلادنا السامية العظيمة، فقد أولاها قائدنا الملك سلمان جُلَّ اهتمامه، وحظيت لديه بأقصى درجة من الرعاية والعناية، من حيث التوسعة الشاملة الكبيرة الاستثنائية، وتأهيل المرافق وزيادتها، لزيادة طاقتها الاستيعابية أضعافاً مضاعفة، وتحسين الطرق التي تؤدي إليها، وقد شمل اهتمامه بها حتى مواقف السيارات، إضافة إلى توسعة مسجد قباء. ليس هذا فحسب، بل أسس هيئة ملكية خاصة للعناية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة. ووفر للحجاج والمعتمرين والزوار من ضيوف الرحمن خدمات فندقية راقية، جعلت الحج رحلة سياحية سبع نجوم. وقطعاً، ليس هذا سرداً عاطفياً، بل عمل مخلص جاد دءوب، يؤكده الواقع اليوم. فقد حقَّقت السعودية أول حج سجَّل أقصى درجة من المتعة والخشوع في العبادة في تاريخها المجيد؛ في أصعب وقت تعيشه البشرية كلها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بسبب جائحة كورونا التي أقامت الدنيا كلها ولم تقعدها.
ففي مثل تلك الظروف القاسية والوقت العصيب، الذي بدأ فيه مستنقع الشر يجمع معاول الهدم من كل شكل خبيث، وفن ماكر، من أبواق مأجورة لإعلان فشل السعودية في تمكين المسلمين من أداء فريضة الحج، فاجأت القيادة السعودية العالم أجمع، الصديق قبل العدو، بما أحسنت إعداده من خطة محكمة، مرتكزة على العلم والخبرة الثَّرة والتجربة الغنية، استنفرت فيها جهود أكثر من ثلاثين وزارة ومؤسسة حكومية، ناهيك عن المنظمات الأهلية الطوعية، لأداء أنجح حج في تاريخها، في أصعب وقت تعيشه البشرية كلها، عجز فيه كثيرون حتى عن توفير أوكسجين أو خافض حرارة لمصابيهم بالكورونا.
ومرة أخرى، يقف (الكبار) الذين أدهشتهم ريادة السعودية في محاصرة الوباء للخروج بأقل خسائر ممكنة، نتيجة ما تحلت بها قيادتها الرشيدة الحكيمة من فكر متقدم، وعزيمة ماضية، وما بذلته من جهد مضنٍ وعمل دءوب؛ فقدمت العناية الضرورية اللازمة لكل الذين على ثراها الطاهر الطيب من مواطنين ومقيمين، بل شملت رعايتها حتى أولئك غير النظاميين الذين دخلوا البلاد تسللاً تحت جنح الظلام. كما زادت دهشة العالم أيضاً اليوم عندما أعلنت السعودية، دولة الرسالة والخير والريادة، التزامها التام بتوفير اللقاح مجاناً لكل أولئك الذين يعيشون على أرضها اليوم، بصرف النظر عن تصنيفهم.. وهكذا تبقى دولة عبد العزيز تدهش العالم منذ تأسيسها إلى الأبد إن شاء الله، لعلو همة قيادتها، وتكاتف شعبها والتفافهم حول قيادتهم الرشيدة.
فأشاد طبيب العالم الذي أذهلته قدرة السعودية في إدارة الحشود، وتوفير الرعاية الطبية اللازمة لها، بتجربة السعودية ونصح الذين يسمون أنفسهم (كباراً) بتأملها والاستفادة منها.. فخاب مسعى مستنقع الشر الذي لم يكن لتفكيره القاصر المريض مساعدته على استيعاب تلك الحقيقة الراسخة التي تؤكد للجميع، باستثناء أولئك المكابرين من المرضى الذين على أعينهم غشاوة: دولة الرسالة لن تعطل فريضة الله، وإن ضحَّت من أجل إقامتها بالدم والروح؛ فتلك هي رسالتها السامية العظيمة التي من أجلها تأسست، ولأجلها عملت، وستظل تعمل بإذن الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ولن تسمح أبداً للصدفة أو للظروف الطارئة أو حتى لرعاة الشر أصحاب الأفكار الدنيئة المريضة في العالم كله، ليس في إيران وتركيا وقطر فحسب وإن اجتمعوا، بمجرد التفكير في تعطيلها، مهما بذلت في سبيل ذلك من جهد ومال وعمل وعرق وتضحيات غالية، بل حتى إن استدعى الأمر التضحية بالدم والروح كما تقدم، لن تتخلى السعودية عن الاضطلاع برسالتها التي يغبطها عليها الصديق ويحسدها عليها العدو، وأنعم بها من رسالة.. وهل ثمَّة نعمة أعظم من شرف رعاية بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة، ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، وخدمة ضيوف الرحمن؟!.
أما فيما يتعلق بمجال الأعمال الخيرية، التي شبَّ عليها قائدنا إلى الخيرات سلمان وشاب، فلم يكن لأحد أن ينافسه فيها، فبالإضافة لاهتمامه الزائد برعاية المحتاجين في بلاده من أيتام وأرامل ومطلقات وعاطلين عن العمل وذوي دخل محدود وكبار سن وذوي احتياجات خاصة، وتوفير كل المعينات الضرورية اللازمة التي توفر لكل أولئك الضعفاء حياة كريمة آمنة، أسس مقامه السامي الكريم (مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الخيرية العالمي)، الذي يهب لمد يد المساعدة والعون حيثما كانت هنالك حاجة أو صرخة استغاثة، حتى إن جاءت من دول مستنقع الشر، فلا هوية للخير في قاموس سلمان راعي الخير، إذ درج على تقديمه لمستحقيه بصرف النظر عن عقيدتهم، عرقهم، لونهم، جنسهم أو حتى مذهبهم السياسي، استناداً إلى رسالة بلاده السامية العظيمة التي هي يد طولى ممدودة بالخير للبشرية كلها باختلاف مسمياتها، كما يصفها قائدها.
وقد رأى العالم كله البيان بالعمل في دعم مركز الملك سلمان الخيري العالمي هذا للأشقاء في اليمن، كما امتدت يد الخير الطويلة حتى للأنذال الحوثيين في صنعاء الذين يتحرشون ببلادنا تنفيذاً لأجندة الشيطان الأكبر في قم، الذين تمد لهم السعودية أغصان الزيتون، فتأبى أنفسهم التي تغلغل فيها الشر حتى أخمص القدم، إلا أن تعيد إلينا أغصان الزيتون تلك طائرات مسيرة مفخخة، كعادتهم دائماً في الترويج لبضاعة الشر ومعاول الهدم، لاستهداف منشآتنا الحيوية التي طالما فاض خيرها المدرار على اليمن الذي كان ذات يوم سعيداً، في كل مجالات التنمية منذ عهد المؤسس، بل إن يد السعودية الطولى امتدت حتى إلى الشيطان الأكبر نفسه، فما زال العالم كله يذكر لنا هبَّتنا الصادقة يوم ضرب زلزال عنيف قرية بام في إيران، فدمَّر القرية بكاملها.
فقد عرف العالم السعودية منذ تأسيسها: حامل مسك، إما أن تبتاع منه، أو تجد ريحه الطيبة، على العكس تماماً فيما يتعلق بدول مستنقع الشر التي عرفها العالم: نافخ كير، إما أن يحرق ثيابك أو تأتيك منه رائحة منتنة. بل شمل خير مشروعات الدولة العملاقة التي تنفذها بلادنا في عهد سلمان الخير، بعض الدول العربية الشقيقة، كمشروع نيوم العملاق الذي يُعَدُّ أحد أبرز المشروعات العالمية المهمة، إذ فاض خيره ليشمل الأردن ومصر.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى