وحي القلم

كيف نروض النظام الإيراني ؟

علي بن محمد آل محيا يكتب:

منذ أن عاد الخميني زعيم ثورة النكبة الإيرانية الى طهران قادما من باريس التي كان يعيش فيها تحت حراسة مشددة وضيافة فخمة و كأنه زعيم دولة حل ضيفا على فرنسا و على دول الغرب جميعها بما فيها أمريكا التي خدعت شاه إيران محمد رضا بهلوي في ذلك الوقت وطلبت منه المغادرة إلى مصر في زيارة لعلها تسهم في تهدئة الشارع الإيراني، و بعد أن غادر إلى مصر في ١٩ يناير ١٩٧٩ على الفور سمحوا للخميني بالعودة إلى إيران وبعد تسلمه مقاليد الأمور في طهران بدأ و أركان نظامه بتصريحات مفادها تصدير الثورة و مبادئها المعادية للأمة العربية ومن هنا بدأت تتضح مهمة الخميني و نظامه و التي تتمحور في زعزعة الأمن والاستقرار العربي لأهداف إيرانية و غربية معروفة .

ومن أهداف النظام الايراني بسط نفوذه على المنطقة وإقناع الغرب انه القوة الاقليمية الكبرى التي ستحقق أطماعهم الاقتصادية و السياسية في الشرق الاوسط ، المنطقة الأغنى في العالم، وأن العرب في حال امتلاكهم القوة سيشكلون خطرا كبيرا على وجود اسرائيل، وعلى أمن ومصالح أمريكا و أوروبا مثل ما حصل في حرب ١٩٧٣ حيث في حال اندلاع حرب مع اسرائيل سيكرر العرب استخدام البترول كسلاح لضرب الاقتصاد الغربي، وهذا ما لا تطيقه أمريكا وخاصة الديموقراطيين .

استمرارا للمشروع الصهيوفارسي فإن ايران تبني حاليا سلسلة من القواعد الصاروخية على الساحل الشرقي للخليج العربي و الغرض منها تهديد و ارباك دول الخليج العربي معتقدة بهذا انها ستفرض اجندتها و شروطها على هذه الدول و لكن هيهات ان يحصل هذا لعدة اسباب ، منها ان القيادات الخليجية و خاصة السعودية اصبحت مدركة تماما لأهداف هذا النظام الشريرة و لأسلوبه الغبي و تكتيكاته الهمجية التي اصبحت مكشوفة ما جعل معظم دول الخليج إن لم نقل جميعها تحرص على امتلاك الاسلحة ذات القدرات الهجومية الدقيقة و التدميرية الكبيرة و لكن ترسانته الصاروخية تبقى تشكل تهديدا كبيرا و مباشرا لأمن و استقرار و اقتصاد دول الخليج ما يستدعي الى التصدي لهذا الخطر القادم من الشرق بطريقة جماعية حتى يتحقق الردع الذي يجبر هذا النظام الاحمق على تغيير اهدافه و سلوكه و قوة الردع الخليجية هذه يجب ان تكون مبدئيا قوة ضاربة في الجو و في البحر و دفاع جوي ( القوة الصاروخية ) .

و هذا العمل يتطلب الى خطط تكتيكية و استراتيجية مبنية على معلومات دقيقة حتى تكون نتائجها ملبية لطموحات القيادات و المواطنيين الخليجيين و حتى تشكل رعب لدى النظام الايراني الذي اصبح همه و خوفه الاكبر من اندلاع ثورات في الداخل قد تتسبب في تفكيك ايران الى عدة دول عرقية و يجب الاستفادة من هذا العامل للضغط على هذا النظام الشرس الذي وجد في العناد مصلحة له .

من المعروف و في الاستراتيجيات العسكرية ان خير منع لعدوك من تجاوزه الخطوط الحمراء لتهديد امنك و وجودك هو بناء قوة ردع فاعلة و قادرة على تدمير مكامن القوة لديه ان لم نقل تدميره كلية في وقت قياسي وفق خطط معده سلفا ، وجد في الحروب الحديثة ان الضربات الاستباقية المدمرة تكون اكثر نفعا في شل قدرات العدوا و ارباكه حتى لا تكون ردة فعله ذات الاثر الكبير عليك ، و تلبية لوضع كهذا و منع النظام الايراني من التمادي في غطرسته و غيه و اجباره على تغيير سلوكه فانه من المصلحة بمكان بل هدف و مصلحة استراتيجية لدول مجلس التعاون الخليجي ان تشكل قوة ردع و حماية تحت مركز قيادة و سيطرة واحد حتى يكون توظيفها و فاعليتها ذات تأثير بالغ و تكون هذه القوة مكونة مبدئيا من اسراب من الطائرات المقاتلة ذات المهام المتعددة و ما تحتاجه من وسائل الاسناد التي تمكنها من اداء مهمها كقوة ضاربة تمتلك كل عوامل التفوق و السيطرة و ايضا يشكل بطاريات صوايخ ارض جو و ارض ارض ذات قدرات دقيقة في اصابة اهدافها و استمرارية العمل في بيئة الحرب الالكترونية بمختلف تقنياتها المتطورة و قوة بحرية لديها قدرة الدفاع و الهجوم عند ما تستدعي الحالة لها و جميع هذه المكونات للقوة الخليجية الضاربة مرتبطة في عملياتها بمركز قيادة و سيطرة موحد يديره كفاءات وطنية عالية التأهيل و ان يكون لديه قدرة التبادل في حال دعت الحاجة الى ذلك و اعتقد ان ما يجعل دول الخليج اكثر مهابة على ما لديها من ترسانة سلاح متفوقه ذلك الحلم الذي دائما يراود ابناء الخليج العربي و هو تحقيق الوحدة الخليجية و عند تحقيق هذا الامل الكبير فان النظام الايراني و غيره سيجدون تفكيرهم عاجز عن الميل الى مهاجمة دول الخليج العربي او المساس بمصالحها و لهذا النظام الايراني على وجه الخصوص سيجد نفسه مرغما ان يغير من سلوكه و ينحوا الى مبدا التعايش السلمي و حسن الجوار و حقيقة ما تتمتع به دول الخليج من تفوق في العتاد و العدة سينهي اي تهديد او ابتزاز من ايران و غير ايران ما يجعل منطقتنا في مأمن من الاطماع التي تضر بأمنها و استقرارها و بتكلفة اقل من لو تبني كل دولة سياساتها الدفاعية بمفردها .

حفظ الله دول الخليج العربي مما يحيكه أعدائها الطامعين و وفق و سدد قادتها الى ما فيه خيرها و امنها و استقرارها .

أ . علي بن محمد آل محيا
ضابط متقاعد و خبير و محاضر و معد مناهج للحرب الإلكترونية لمختلف أفرع القوات المسلحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى