الصدقة مطهرة للنفس مرضاة للرب والصدقة منها مادي مثل صدقة المال، قال النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِنْ مسلمٍ يَغرسُ غَرْساً، أو يزرعُ زرعاً، فيأكلُ منه إنسانٌ، أو طيرٌ، أو دابَّةٌ، إلا كان له صدقةٌ)، ومنها المعنوي مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، السعي في تعليم الناس ما ينفعهم، إقراء القرآن وتعليمه للناس، إزالةُ الأذى عن الطريق.
ولنا في القصة التالية عبرة وعظة :
إمرأة ضاقت أحوال زوجها، فذهبت إلى رجل ميسور الحال وطرقت الباب، فخرج أحد الخدم
وقال لها ماذا تريدين ؟
فقالت أريد أن أقابل سيدك
فقال من أنتِ ؟
قالت أخبره أنني أخته … الخادم يعلم أن سيده ليس عنده أخت فدخل وقال لسيده إمرأة على الباب تدعي أنها أختك.
فقال : أدخلها فدخلت فقابلها بوجهٍ هاشّاً باشّاً وسألها من أي إخوتي يرحمك الله ؟
فقالت أختك من آدم
فقال الرجل الميسور في نفسه: إمرأة مقطوعة والله سأكون أول من يصلها.
فقالت يا أخي ربما يخفى على مثلك أن الفقر مُرُّ المذاق ومن أجله وقفت مع زوجي على باب الطلاق فهل عندكم شيئاً ليوم التلاق فما عندكم ينفذ وما عند الله باق .
قال : أعيدي
فقالت : يا أخي ربما يخفى على مثلك أن الفقر مرُّ المذاق ومن أجله وقفت مع زوجي على باب الطلاق فهل عندكم شيئاً ليوم التلاق؟
فما عندكم ينفذ وما عند الله باق .
قال أعيدي، فأعادت الثالثة
ثم قال في الرابعة أعيدي.
فقالت لا أظنك قد فهمتني وإن الإعادة مذلة لي وما اعتدت أن أذل نفسي لغير الله.
فقال : والله ما أعجبني إلا حسن حديثك ولو أعدت ألف مرة لأعطيتك عن كل مرة ألف درهم.
ثم قال لخدمه أعطوها من الجمال عشرة ومن النوق عشرة ومن الغنم ما تشاء ومن الأموال فوق ماتشاء لنعمل شيئاً ليوم التلاق فما عندنا ينفذ وما عندالله باق .
وقال صلى الله عليه وسلم-: (ما نقصت صدقة من مال)،[١٣] وقوله -عليه الصلاة والسلم-: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً).
وقال الله تعالى في سورة البقرة( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)
وعلينا أن نتفقد المحتاجين من جيراننا واصدقاءنا ومعارفنا وجماعتنا .
قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} (103) سورة التوبة.
وقال صلى الله عليه وسلم: (الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار) رواه الترمذي وصححه الألباني.
ورسالتي لكل مواطن ومقيم في هذه البلاد المباركة ولكل ميسور الحال الاهتمام بالمحتاجين والبحث عنهم لأن بعضهم متعففين ولايسألون الناس .
كم من أسرة محتاجة، وكم فقير محتاج، وكم
من يتيم، وكم من طفلٍ عارٍ من الملابس، وكم من جائعٍ لايعلم بحاجتهم إلا الله.
اسأل الله أن يفرج هم المهمومين من المحتاجين وأن يرزقهم الرزق الحلال .
واسأل الله أن يرزق كل محتاج ويفرج على كل مهموم.
بقلم: إبراهيم النعمي