وحي القلم

تساؤلات حول كتابة الفقه والحديث ؟

بقلم: د. محمد سالم الغامدي

اللافت للإنتباه أن تنامي الخلافات والصراعات التي شتتت وفرقت وأثقلت كاهل الأمة الإسلامية وحولتها من أمة قوية متماسكة متوحدة إلى أمة متناحرة متصارعة تتجاذبها المذاهب والفرق ويلتحف بعباءتها الساسة الذين أحسنوا استخدامها كقوة دينية، يجتمع حولها أغلب افراد الأمة، واللافت للإنتباه عند المتمعن أن أبرز الأسباب التي أدت إلى ذلك الحال لا تخرج عن سببين، أحدهما الأطماع السياسية لحكم الكيانات التي غلبت على كل المصالح الكبرى للأمة، ففرقت السياسة ما جمعه الدين .

والسبب الآخر هو بروز علم الفقه وعلم الحديث كعلمان مكتوبان لهما أصولهما وفروعهما في نهاية القرن الثاني الهجري، حيث اتخذهما الساسة عباءة يلتحفون بها لكسب التأييد ومن هنا تأججت حالات الفرقة والإنفصال داخل الأمة .

ولعلي هنا أطرح بعض التساؤلات المفتوحة علنا نجد بعض الأسباب التي تقودنا إلى موطن الخلل إلى الذي ادى إلى كل ذلك التناحر:

– لماذا لم يدون علم الحديث وعلم الفقه الذي قام عليه في أغلب استشهاداته إلا في القرن الثالث الهجري ؟ فهل عجز المسلمون في القرون الثلاثة الأولى عن ذلك أم أنهم التزموا بنهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن كتابة الحديث عندما قال : ( لاتكتبوا عني ومن كتب عني شيئاً غير القرآن فليمحه ومن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار ) رواه مسلم

– عندما أحرق الخليفة عمر بن الخطاب ماكتب عن الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يعد ذلك حرصاً من الخليفة الراشد على الإلتزام بنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

– كل كتب الصحاح الستة كتابها من بلاد فارس عاشوا اثناء الحكم العباسي وجميعهم ولدوا وتوفوا خلال القرن الثالث الهجري فالبخاري من اوزبكستان ومسلم من نيسابور والنسائي من تركمانستان وابو داود من سجستان والترمذي من اوزبكستان وابن ماجة من قزوين الا يدعو ذلك للتساؤل أين علماء المدينة ومكة فهم أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وأين علماء مصر والشام والعراق والمغرب ؟ أين هؤلاء من كتابة الحديث الشريف ؟

– لماذا سميت بالكتب الصحاح وفيها الضعيف والمكذوب ولماذا نسبت السنن إليهم كسنن فلان وعلان اليست سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .

– لماذا لم يعاد النظر في محتوى تلك الكتب التي كان الكثير من محتواها الضعيف والمكتوب سبباً في تناحر وصراع وتشتت الأمة .

– لماذا يكثف الإستدلال بالأحاديث الظنية في نقلها ولايكون الإستدلال في كل الأمور الفقهية بكتاب الله تعالى اليقيني في نقله والذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؟

– ولماذا نبحث عن الإستدلال بغير كتاب الله فقهيا والله تعالى القائل ( فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون )، وهو القائل ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، وهو القائل ( وكل شئ فصلنه تفصيلا)، وهو القائل ( ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا )
وهو القائل ( ولقد أنزلنا إليك آيات بينات)
وهو القائل ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)
وهو القائل ( (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شئ )
وهو القائل ( ما فرطنا في الكتاب من شيء )

فهل كل تلك الآيات الكريمات .. أعتقد لا تكفي ؟

وكم أتمنى أن نرى قريباً الالتفات لهذا الجانب الشرعي الهام جداً ويقيني أن عراب رؤيتنا الأمير محمد بن سلمان سيعجل بمشروع تنقية التراث الشرعي برمته ضمن اصلاحاته الشرعية التي تضمنتها الخطة والتي بدأنا نجني ثمارها . والله من وراء القصد

بقلم: د. محمد سالم الغامدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى