إنه رجلُ التطوُّعِ من الطراز الرفيع.
فارسُ المهام الصعاب.
قبطان الحكمة والتروي.
صاحب العقل الراجح المستنير.
رائدُ الخلق الرفيع.
ذو العلم الغزير.
أجدني الآن متأرجحَ الفكر والقلم؛ فمن أصعب مهام الكتابة في هذا المقال المتواضع أن أكتب عن شخصية عظيمة، فما عساي أن أكتب، وما عساي أن أترك، وبماذا أبدأ؟ وبماذا أنتهي؟
لأنَّ الكتابةَ عن شخصيةٍ وطنيةٍ بامتيازٍ من الدرجة الأولى، وثقافيةٍ يقِظةٍ، صاحبِ النظرة الثاقبة والبصيرة، وعلوِّ الهمَّةِ، والروح التي تحمل مشاعر كبرى بعِظم المسؤولية المجتمعية الفعَّالة، والهادفة للتنمية والتطوير لتحقيق نتائج متميزة تخدم الوطن والمواطن والمقيمين على أرض الحرمين الشريفين والعروبة والإسلام، في ظلِّ الرعاية الكريمة لحكومتِنا الرشيدةِ، يرعاها الله تعالى.
فهو شخصيةٌ جادةٌ، محبوبٌ ، حازمٌ، واصلٌ لرحمه، معلمٌ للقيم الإنسانية في أرفع صورها، يملك فن التعامل مع الآخرين بالحسنى.
تعرض لحادث مروري ومنعه من المشي، فأصبح معاقًا صابرًا محتسبًا، لم أشاهد وأسمع مثله في قوة التحمل والصبر، فقد قدم الكثير من الإنجازات المشرفة، والمواقف الإنسانية لحبه الشديد على كل ما يفيد ويخدم ذوي الإعاقة وأسرهم، والمختصين والمختصات في مجال العمل التطوعي والخير؛ ابتغاء رضى ربِّ العالمين، ومن أجل سعادتهم والحرص على راحتهم بكلِّ يُسرٍ وسهولة، وأذكرُ منها- على سبيل المثال لا الحصر- أنه أسهم في تأسيس الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم منذ أكثر من ثلاثة عشر عامًا، وما زال يقدِّمُ مبادراتٍ نوعية، فهو يُشرِّفُ كلَّ موقعٍ من المسؤولية التي تُسند إليه مهامها، وأهلٌ لكلِّ ثقةٍ واقتدار، فهو مسؤول عن ملتقى فجر الإعلام التطوعي الذي يضمُّ نخبةً متميزة من المتطوعين، يعملون ويعبرون عن مواهبهم بشكل متكاملٍ ومتجانس وفعال، ويحرصُ على الإسهام في الرسالة التربوية والتعليمية التي يعود أثرها على المجتمع السعودي والمقيمين على أرض الحرمين الشريفين.
فهذه خصال رجال أوفياء عظماء يعملون ويعبرون عن حبهم ونظرتهم للعمل الجاد بروح الفريق الواحد، ويزرعون محبتهم في قلوب الآخرين بحسن إخلاص وكرم أخلاق وعطاء مستمر؛ لينالَ الأجر والثواب من رب العالمين، بإذن الله تعالى.
ختامًا نسأل المولى القدير أن يحفظه ويسعده في الدنيا والآخرة وجميع المسلمين والمسلمات.
بقلم: د. عثمان عبد العزيز آل عثمان